الإنجاز الشخصي لا طعم له إلا حينما يقترن باسم الوطن. بالتالي الشرف الذي حظيت به بالحصول على «وسام آسيا» من الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية في العاصمة التركمانستانية الخميس الماضي، يدفعني للتشرف بأن أهدي هذا الوسام لملك الرياضيين لجلالة الملك حفظه الله، فهو رمز الوطن الذي نفتخر به ونتحلق من حوله، وهو الرجل الشجاع الذي نستمد منه قوتنا ونجتهد لأجل البحرين ولا شيء آخر. هذا التكريم الذي أتشرف به، والذي جاء نظير مسيرة في الصحافة الرياضية حققنا فيها مع جهود عديد من الزملاء نجاحات يعرفها الشارع الرياضي المتابع جيداً، أعتبره خير إثبات على أن الطاقات الوطنية الشابة قادرة على صناعة التغيير وخلق التألق والتميز. صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان الداعم الأقوى للصحافيين وكتاب الأعمدة، أجزم بأنه فخور بهذا الإنجاز أيضاً، فهو الذي له معي شخصياً مواقف رائعة، دعم وإسناد وتوجيه وتقدير، وثقة دائمة بقدرة الكتاب البحرينيين والصحافيين الوطنيين، بالتالي ليسمح لي الأمير خليفة أن يكون هذا الإنجاز نقطة أخرى في بحر الإنجازات التي حققتها الصحافة البحرينية، الصحافة الوطنية المخلصة للبحرين، والتي وقفت في كل المحافل دفاعاً عن بلدها وقيادتها. أقول هنا إن «الحمد لله.. وعلى نياتكم ترزقون»، وكلي أمانٍ أن يكتب النجاح لعديد من الزملاء الصحافيين بالأخص الشباب منهم، والذين لم أقبل يوماً أن يطالهم الإحباط أو تثبط عزائمهم، لهم تمرر الراية، وفيهم الأمل، ولهم التقدير على جهودهم المميزة. والشيء بالشيء يذكر، إذ هذا التكريم جاء في حفل اتحاد الصحافة الآسيوي، هذا الاتحاد الذي انقلب شعلة نشاط ودبت في أوردته الحركة والحماس، والفضل يعود لتوفيق الله لمن يتولى مسؤوليته اليوم. شاب بحريني تفوق على سنه، ونجح في ترؤس لجنة الإعلام الرياضي في جميعة الصحافيين البحرينية، وبعدها نجح في مقارعة الكبار وفاز برئاسة الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية. الزميل محمد قاسم، والذي تبوأ هذا المنصب المهم، ونجح في نقل مقر الاتحاد الآسيوي للبحرين، في إنجاز يحسب للمملكة، رأيناه بأعيننا كيف يعمل، وكيف يتحلق حوله غالبية الزملاء الإعلاميين من دول الخليج والوطن العربي وآسيا، وكيف بادر لحضور الحفل كل من رئيسي الاتحاد الأفريقي والأوروبي تقديراً له. عمل واجتهد ولم يقف عند محاولات تثبيط البعض أصلحهم الله، فالزمن لا يتوقف عند أحد، ولا يمكن لأحد أن يأخذ زمنه وزمن غيره، ووحدها الإنجازات التي تتحدث وتبين الفارق مع الاحترام للجميع. اليوم البحرين تمتلك مناصب مهمة على مستوى القارة الآسيوية، معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة هو رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ولولا التصرف الغريب الذي بدر من المرشح العربي الآخر في انتخابات الفيفا، لكان الشيخ سلمان هو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، يومها خسر الشيخ سلمان بمؤامرة، لكنه فاز بالاحترام والتقدير كمنافس نزيه ورجل يمثل الأخلاق البحرينية الحقيقية. والمنصب الآخر يتمثل في رئاسة الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية من قبل الأخ محمد قاسم، والذي لا يمنعه الطموح أن نراه ينافس يوماً على رئاسة الاتحاد الدولي. ما أتمناه أن يحظى الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية بالدعم القوي من مملكة البحرين، وأن يحرص المسؤولون في البحرين على بقاء مقره في المملكة، خاصة مع عروض باتت تقدمها بعض الدول القريبة لاحتضان المقر ودعمه مالياً ولوجستياً. وهنا نسجل الشكر الجزيل لوزارة الشباب والرياضة والوزير الأخ هشام الجودر على اهتمامه بهم ودعمه لهم، وهو ما جعل وزارة الشباب والرياضة البحرينية من أول المكرمين من الداعمين في حفل الاتحاد الآسيوي، إضافة للجنة الأولمبية البحرينية وأمينها العام الأخ عبدالرحمن عسكر. المثير في حفل الاتحاد في تركمانستان أنه حظي باهتمام رئيس الجمهورية نفسه، وتوفير السلطات هناك لكافة الأمور اللوجستية وحتى الدعم المالي لإنجاح الحدث، وهو بحد ذاته إنجاز يحسب للرئاسة البحرينية للاتحاد الآسيوي. وهنا أتمنى أن أفرح مستقبلاً بتكريم مماثل لصحافيينا الشباب الذين أبدعوا وتألقوا في مجالهم، إذ لدينا كوكبة جميلة من الجيل الصاعد بقوة، هم خير من يحمل الراية من بعد سابقيهم. أخيراً، الشكر موصول لجمعية الصحافيين البحرينية ورئيسها الأخ مؤنس المردي وأعضاء مجلس الإدارة، وطبعاً للجنة الإعلام الرياضي وأعضائها الأعزاء، وكل من هنأنا من الزملاء والشعب البحريني المخلص، هذه لمسة وفاء مني لكم جميعاً، فالفوز إن كان بنكهة الوطن ولأجل البحرين هو فوز لنا جميعاً.