ليس هنالك من مسؤول ناجح أكثر من مسؤول يقرأ ويسمع ويتابع ما يخص عمله، فالمسؤول الذي يدرك ويعلم ما يجري حوله من مشاكل وقضايا في غاية الأهمية هو الوحيد الذي يستطيع تطوير بيئة العمل وتنميتها في سياقها الصحيح، أما المسؤول الذي يعتمد على جنود كسالى يعملون بكل «خيابة» في قسم العلاقات العامة فإنه لن يجني من خلف هؤلاء «الأصنام» سوى مزيدٍ من الخيبات «والوَرطات».أكبر مسؤول يمكن أن نتكلم عنه في هذا الإطار هو «الوزير» ولا أحد سواه، فالكثير من الوزراء عندنا مع احترامنا الشديد لوطنيتهم وعملهم المخلص إلا أنهم لا يقرؤون الصحف اليومية وما يكتبه كتاب الرأي في صحفنا المحلية، ذلك لسبب بسيط جداً، وهو أنهم يعتمدون على موظفين لايقرؤون كذلك، وهؤلاء يعملون في أقسام العلاقات العامة بوزارات الدولة، أو أن مسؤول قسم العلاقات يحاول أن يتجاهل بعض الكتاب الذين ينتقدون بشكل موضوعي أداء الوزارة فيقوم بالتعامل مع منتقدي الوزارة بصفة شخصية وليس بصفة رسمية، وبهذا تكون أقسام العلاقات العامة حاجباً وحائلاً دون وصول المعلومة للوزراء، ولهذا يجب على المسؤولين الكبار والوزراء أن يخصصوا بعض الوقت لقراءة الصحف المحلية وذلك للأهمية وليس لأجل الترف الفكري.لو قرأ كل وزير ما يخص وزارته وما تكتبه الصحف اليومية حول أداء وزارته لكان التطوير سمة تلك الوزارة، بل ربما يحرص الوزير على الاجتماع بالصحافي أو الكاتب الذي له رأي مختلف ومخالف عما يحرره الموظف في قسم العلاقات العامة وما يكتبه من تبجيل ومدح وثناء رخيص ليقف الوزير على حقيقة أداء وزارته. الوزير الذي يقرأ الصحف لا بد له أن يتطور ويطوِّر، هذا ليس تحليلاً وإنما هو «الواقع» الذي من المفترض أن يكون، أما حين يقرأ الوزير ولا يتفاعل ولا يرد ولا يطوِّر ولا يحاسب المقصر فحينها سيكون شريكاً في عملية تراجع الأداء الحكومي.لا يقول مسؤول أو وزير إنه لا يملك الوقت لقراءة ما تكتبه الصحف اليومية وكتاب الرأي، فهذا عذر الهارب من تحمل المسؤولية، فحين يملك سمو رئيس الوزراء الموقر الوقت المخصص لقراءة الصحف المحلية والأجنبية كل يوم وهو على رأس الحكومة ورأس كل الوزراء فهل يعقل ألا يملك الوزير الوقت الكافي لقراءة الصحف ومتابعة ما يخص شؤون وزارته على أقل التقادير؟ أم أنه الكسل الممتد الذي يعتمد من خلاله الوزير على موظف «عيار» لا يقوم برفع التقارير اليومية الخاصة بالصحف المحلية لمتابعة شؤون وزارته؟أيها الوزراء، إقرؤوا الصحف اليومية فإن في قراءتها إثراء للعمل وتطويراً لمسالكه وقنواته المسدودة بفضل قسم يدعى قسم العلاقات العامة، فتجربتنا سيئة للغاية مع بعض الوزارات التي يتحكم في سلوكها مسؤول علاقات عامة «أرعن».