سعي البعض وزعمه إلى تصوير ما يجري في البحرين على أنه «أبرياء في مواجهة ظلمة» أمر مثير لآلاف الأسئلة، فمثل هذا الأمر الذي يجعل المتلقي يعتقد أنه يوجد أبرياء يسيرون في طريقهم في أمان الله، وحكومة تنتقي من تريد منهم على هواها لتؤذيه من دون أن يكون قد ارتكب أي جرم، هو استهزاء بالذين يتلقون هذه المعلومة وتحقير لهم واستصغار لا ينبغي أن يقبلوا به، فمثل هذا الأمر لا وجود له في هذه البلاد أبداً وهو أمر يدخل في اللامعقول، بل لا يتوفر شيء مثله حتى في الروايات الخيالية. الموجود في البحرين هو مراهقون أدخلت في رؤوسهم فكرة أنهم يستطيعون أن يغيروا النظام ويهزموا دولة تمتلك كل مقومات القوة والبقاء، وحكومة تستند إلى خبرات طويلة، وأن هذا الأمر سهل يسير ولا يكلف كثيراً، خصوصاً وأن هناك من المؤسسات والدول من يدعم الفكرة والتحرك، إعلامياً ومادياً. والموجود في البحرين هو دولة تتصدى لعمل المراهقين هذا ولمن يدعمهم ويوجد محاسبة ولكن بالقانون. القول إن سيناً أو صاداً لا علاقة له بشيء ويتم اعتقاله وتحويله إلى النيابة العامة ومحاكمته وإيداعه السجن قول لا يمكن لعاقل أن يصدقه، والرد عليه هو أنه طالما أن الهدف هو حبس هذا السين أو ذاك الصاد فلماذا إذن كل هذه الخطوات والإجراءات وتضييع الوقت؟ لو كان الأمر هكذا لتم وضع حد لذلك البعض في التو والحال ولما احتاجت الحكومة لكل هذا الوقت لتسيطر على الوضع. عندما يقال للمتلقي في أي مكان إن التعامل مع المواطنين أو بعضهم في البحرين يتم بتلك الطريقة التي يتم العمل على نشرها فإن هذا يعني أن القائل يستهزئ به ويسخر منه ويعتبره مضحكة! فهذا القول يشبه قول إن الحكومة -في أي بلاد- تعاقب الأبرياء وتترك المجرمين!قبل يومين قامت مجموعة من الأفراد بمهاجمة مركز الشرطة في إحدى القرى بزجاجات المولوتوف والتي يمكن أن ينتج عنها وفيات، وقبل هذه الحادثة بأسبوع أو أكثر قليلاً قامت المجموعة نفسها أو غيرها بمهاجمة مركز الشرطة في قرية أخرى بالطريقة نفسها، وبين هاتين الحادثتين وقبلهما وبعدهما قاموا باحتجاز شوارع وأشعلوا النيران في إطارات السيارات وعطلوا حياة الناس وعرضوهم للخطر، فهل المطلوب من الحكومة أن تتفرج على كل هذا وتسكت لتقول إنها تتعامل مع كل هؤلاء بطريقة حضارية وأنها تضع في اعتبارها أنهم مجرد أدوات تم استغلالها من قبل جهات مجهولة؟ هؤلاء وأمثالهم هم من تقوم الحكومة باحتجازهم والتحقيق معهم ومعاقبتهم، ولو كان بين دول العالم حكومة لا تقوم بمثل هذا فالأكيد أنها لا تستحق أن تكون حكومة ولا تستحق أن يثق بها المواطنون. قيام الحكومة بهذا العمل يوفر للمواطنين والمقيمين الأمان الذي من دونه لا تستقيم حياتهم، فهذا دورها وواجبها. هذا هو ما يحدث في البحرين، هذا هو ما تقوم به الحكومة، وهذا هو ما يقوم به أولئك الذين يسارعون إلى رفع شعارات المظلومية والتباكي، عداه غير موجود، وهو يعني باختصار أنه لا يوجد انتقائية ولا ترصد ولا إصرار على إدانة فرد دون آخر أو مجموعة دون أخرى. ترى لو كان من يقوم بتلك الممارسات المؤذية ينتمون إلى غير هذه الجماعة أو أن من تم القبض عليهم متلبسين ينتمون إلى هذه العائلة الغنية والمعروفة لا تلك فهل أن الحكومة ستعمل نفسها وكأنها لا ترى ولا تسمع، لهذا الاعتبار أو ذاك؟ مسؤولية الحكومة هي توفير الأمن والأمان للجميع، وهذا بالتحديد هو ما تقوم به الحكومة في البحرين.
Opinion
هكذا يستهزئون بالمتلقي
26 سبتمبر 2016