الرسالة التي يرغب الناس في البحرين توصيلها لكل الأطراف ذات العلاقة بالمشكلة التي صارت تؤرقهم وتفسد عليهم حياتهم هي «توقفوا عن إصدار البيانات على اختلافها وتعاونوا على إيجاد حل لمشكلتنا فبياناتكم لا تحلها وإنما تزيدها تعقيداً، وتوقفوا أيضاً عن توزيع التصريحات ونشر التغريدات التي تستوجب الرد عليها بطريقة أو بأخرى لأنها في الغالب استفزازية وتزيد الطين بلة، وابتعدوا عن المهاترات وتحدي بعضكم بعضاً، فالقصة ليست أن تنتصروا أنتم على بعضكم البعض ولكن أن ينتصر الوطن الذي تضرر كثيراً بسببكم». للأسف فإن ما يجري حالياً هو أن هؤلاء يصدرون بياناً فيسارع أولئك بإصدار بيان لتفنيد ما جاء في ذلك البيان الذي يتبعه بطبيعة الحال بيان يفند البيان الذي حاول تفنيد ما جاء في البيان الأول، وهكذا. وللأسف فإن ما يجري حالياً هو أن هذه المجموعة تنشر تغريدة تلغي بها الآخر، كل الآخر، فتنشر المجموعة الأخرى تغريدة تلغيها بها. والأمر نفسه فيما يخص التصريحات الصحافية والتلفزيونية والندوات. صار «هذا في رأس ذاك وذاك في رأس هذا»، لذا فإن من الطبيعي أن تظل المشكلة تراوح في مكانها بل يزداد حلها صعوبة، ومن الطبيعي أن ينفر الناس من كل من اعتقدوا في لحظة أنهم قادرون على إعادة ضبط إيقاع حياتهم. ما ينبغي أن تفهمه الجمعيات السياسية وتفهمه كل مجموعة ويفهمه الجميع هو أن مكاسبهم وتفوقهم وانتصاراتهم على بعضهم البعض لا تعني للناس شيئاً ولا قيمة لها إن لم تؤدِ إلى حل للمشكلة، وأن يفهموا أيضاً أنهم كلما تأخروا في التوصل إلى مخرج لها كلما قل مقدارهم وقلت مكانتهم في النفوس والعيون. الناس يبحثون عن مخرج وحل للمشكلة كي يعودوا إلى الحياة ويطوروا من واقعهم ويتفرغوا لبناء مستقبل أبنائهم، لذا فإنه لا يهمهم إن كان من حقق المكاسب اليوم أو غداً هو هذه المجموعة أو تلك أو أن فلاناً ألقم علاناً حجراً أو العكس، فأي مكسب غير مكسب الوطن لا قيمة له عندهم، وأي تحرك لا يؤدي إلى حل المشكلة مضيعة للوقت وللجهد. الاستمرار في هكذا حال سيوصل الجمعيات السياسية والمجموعات على اختلافها وكذلك الأفراد إلى مرحلة «الردح» التي من طبيعتها تجاوز كل الأعراف والقواعد ولا ينتج عنها غير الأذى، لذا فإن على العقلاء أن يتدخلوا الآن وبقوة لمنع الجميع من الوصول إلى هذه المرحلة التي من شأنها أن تزيد من الشرخ وتضيق المساحة المشتركة والتي يمكن الاستفادة منها في تحقيق مكاسب للوطن. الخطوة الأولى التي يمكن أن تزيد من تلك المساحة وتمنع من الوصول إلى تلك المرحلة هي الاتفاق على التوقف عن إصدار البيانات المستفزة والسالبة والامتناع عن الرد عليها، والأمر نفسه فيما يخص التغريدات والتصريحات، والاتفاق بدلاً عن ذلك على قول ونشر كل ما هو إيجابي ويعين على التهدئة. مثل هذه الخطوة ستقود تلقائياً إلى الخطوة الأخرى حيث يمكن للجميع أن يلتقي بالجميع ويتم طرح كل ما ينبغي أن يطرح للمناقشة ويمكن أن يؤدي إلى التوافق الذي من الطبيعي أن يؤدي إلى الاتفاق. إصدار البيانات والبيانات المضادة، وإصدار ونشر التصريحات والتغريدات والتصريحات والتغريدات المضادة، كل هذا يزيد من تعقيد المشكلة ويسيء إلى الوطن ولا يعين إلا على التخلف عن الركب، بينما التوقف عن كل هذا من شأنه أن يعين على التوصل إلى كل إيجابي. ليس المقصود بهذا التوقف تماماً عن إصدار ونشر البيانات والتصريحات والتغريدات وإنما التوقف عن حشوها بالكلام الناقص وبما يؤثر سلباً على المساحة المشتركة ويزيد من تعقيد المشكلة.