وعلى نياتكم ترزقون، والمولى عز وجل يرزق الإنسان الطيب الخير والطيب والقبول في الأرض ومحبة الناس، ومن أطيب اليوم في البحرين من ملكنا العزيز حفظه الله. جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك الإنسانية والرحمة، يشهد له التاريخ بحلمه وعفوه وصفحه، وبمبادراته الإنسانية، وبعلو كعبه. نقول لجلالته كما قال له بالأمس فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بأنه يستحق المدح والثناء والدعوة له بأن يوفقه الله في مساعيه، فإنجازاته تتحدث عن نفسها، تلك التي تصب في مجال بناء المجتمع والحرص على وحدته وتماسكه، واحترامه الأديان والمذاهب وسعيه لمنح الجميع بيئة طيبة للتعايش والسلام. رجل يبدأ كلامه بحمد الله وشكره، والصلاة على نبيه وأهله وصحبه، رجل يدعو لتسامح الأديان، ويحترم الجميع، ولا يفرق بين الناس، همه الأول وطنه وتعزيز المواطنة، رجل كملكنا من حقنا أن نفخر فيه، فهو التاج على الرأس، وهو صانع الإنجاز، وملهم المخلصين. كل الوفود التي تزور البحرين، كل الشخصيات الدولية التي تشيد بإنجازات بلادنا، والمشروع الإصلاحي، وعمليات النهضة والتطوير، وتعزيز مكاسب الحراك الديمقراطي، واحترام حقوق الإنسان، كلها تشهد لحمد بن عيسى بالنقلات النوعية التي حققها. بالتالي شعب البحرين لا يحتاج أن يجامل، فحب جلالة الملك راسخ في القلوب، والتحلق حوله أمر تلقائي لدى كل مخلص، واسألوا الجموع التي تجمعت في ساحة الفاتح دفاعاً عن وطنها وملكها وقيادتها. لا ننسى هنا التكريم المستحق الذي حظي به ملكنا أمس الأول من قبل منظمة «C3» الأمريكية، حصوله على جائزة «الإنجاز مدى الحياة»، تكريماً لجهود وإنجازات جلالته في جميع المجالات، بالأخص في مجالي احترام الأديان والتنمية. الجائزة تقدمها هذه المنظمة التي أحد أعمدتها الرئيسة وزارة الخارجية الأمريكية، وسلمها وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر، الرجل الذي يعرف منطقة الخليج العربي جيداً. هذا التكريم الذي يأتي كصفعة قوية على وجه كل حاقد وكاره للبحرين، ويأتي في وقت يبين فيه بأن هناك عمليات استقراء محدثة يقوم بها المسؤولون الأمريكيون تجاه منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، في إشارة لتصحيح مسارات لازمة بغية الحفاظ على العلاقات المتميزة التي تربط البحرين بالولايات المتحدة، وعلى نفس الغرار تربطها بالدول الصديقة الأخرى. واضح أن الخارجية الأمريكية باتت تستوعب الحقائق في المنطقة، وبالأخص ما يحصل في البحرين، واضح أن هناك فهماً الآن لما تعرضت له بلادنا من محاولة انقلاب صريحة تقف وراءها إيران، وأن رهان بعض المسؤولين الأمريكيين على عناصر انقلابية تدعو للتطاول على القانون وتمارس دوراً حاضناً للإرهاب، رهان خاسر قد يكلفهم علاقات متميزة مع دول الخليج. لذلك دائماً ما كنا نقول إن من يريد معرفة حقيقة ما يحصل في البحرين، عليه أن يزور البحرين، وأن يكون صادق النية فيما يريد معرفته، ألا يحمل أجندة وحكماً مسبقاً، بلادنا مفتوحة والجميع من مسؤولين وقطاعات يتعاملون بشفافية وصراحة. من يريد أن يرى المنجزات والتقدم في ملفات حقوق الإنسان والحراك الديمقراطي سيجد ذلك متحققاً، وفي الجانب الآخر من يبحث عن أسباب التوتر سيرى كيف أن أسبابه فئات وجهات تمارس الخطاب الطائفي بغية دفع الشباب لممارسة الإرهاب والعنف. نعود لموضوعنا الأساسي هنا، والمتمثل بالدور الكبير الذي قام به جلالة الملك بحنكة وحكمة في تعزيز مكتسبات المشروع الإصلاحي الذي أطلقه وآمن فيه وعمل من أجله، وكيف أن النتائج والثمار مازالت تتحقق على مر الزمن. ملك طموحه الارتقاء ببلده وشعبه، لا بد وأن يقف له العالم احتراماً، العالم المتحضر في فكره العادل في حكمه الذي ترى عيونه الحقائق ولا تضلله الأكاذيب والفبركات. بالتالي ندعو لملكنا بنفس دعوة شيخ الأزهر بالأمس بأن «سر على بركة الله».