صحيفة واحدة امتنعت عن نشر بيان الشيخ محسن العصفور رئيس الأوقاف الجعفرية «لنجعل من عاشوراء منطلقاً لتقوية الجبهة الداخلية» فهل السبب أن الصحيفة مؤدلجة من رأسها إلى أخمص قدميها.. والشيخ محسن العصفور ينتمي لتيار فقهي يختلف عن التيار الفقهي الذي ينتمي له القائمون على هذه الصحيفة؟وهل هذا الموقف يثبت ما تنكره هذه الصحيفة دوماً بأنها صحيفة تمتثل للولي الفقيه امتثالاً كلياً ولتوجهاته الفقهية والسياسية معاً؟والجدير بالذكر أن ذلك تيار يسعى لحكم ثيوقراطي صرف في تسييره لأموره، ويلتزم مقلدوه بأوامر فقيهه حتى وإن لبس أفنديته البدلة الأجنبية أو وضعوا ربطة العنق أو أي لبوس آخر لرجاله أو نسائه يبدو أنه متحرر وليبرالي لكنه في النهاية ملتزم بالطاعة لوليه؟وهل امتنعت الصحيفة عن نشر البيان لأن محتواه يخالف كل ممارسات التيار الآخر منذ أن سمح له بالعمل السياسي الحزبي فعاث في الأرض فساداً خاصة في عام 2011، في حين أن البيان الصادر من الأوقاف الجعفرية، يتفق مع الروح الوطنية البحرينية الجامعة وذلك التيار مصر على عسكرة المجتمع البحريني إلى معسكرين يزيدي وحسيني؟ذلك يؤكد أن مشكلتنا ليست مع الشيعة بل مع أتباع الخميني فحسب، هؤلاء لا يريدون أن تهدأ الدول العربية بعد أن حولوا لبنان الجميل إلى خرابة الزبالة فيها وصلت إلى الطرق العامة، ونهبوا بغداد وحولوها لخراب وانقلبوا على الشرعية في اليمن، ها هي الكويت تحذر تلك الجماعة والبحرين تحذر تلك الجماعة من أي محاولة لاستغلال مناسبة دينية سمحاء إلى دعوات تخريبية أو افتعال العنف.مشكلتنا ليست مع عاشوراء ولا مع العقيدة والفكر، فكل يجد طريقه لربه ولربه الحساب ويوم الحساب، فقد تعايش أهل البحرين بكل أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم مع بعضهم بعضاً لقرون لا لسنوات دون أن تكون أي مناسبة دينية لأي من الشرائح تشكل مشكلة للآخرين، بما فيها مناسبة عاشوراء لم تكن أبداً مناسبة تدعو للاستنفار الأمني الرسمي والشعبي إلا من باب توفير الأمن للمعزين.أما على الصعيد الشعبي فقد كانت مناسبة عاشوراء مناسبة لاجتماع أهل «الفريج» سنة وشيعة، مناسبة لأن «ياكل من عيش الحسين اللي يعزي واللي ما يعزي»، مناسبة تجمع الكثير من أهل البحرين ليصطفوا ويتابعوا معاً مواكب العزاء ليجتمع الكبار والصغار من كل الطوائف ويسهروا في الليل حتى آخر موكب، وكانوا يعرفونهم واحداً واحداً سواء مواكب المحرق أو مواكب المنامة، بل إن بعض أهالي المحرق من السنة كانوا يذهبون للمنامة بعد انتهاء مواكب المحرق.حتى جاء الخميني فعزل أتباعه عن مجتمعاتهم، وهم اليوم أصبحوا مصدر توتر ومصدر تهديد ومصدر خطر على الأمن القومي في كل دولة يتواجدون فيها.مشكلتنا إذاً مع مجموعة دينية وإعلامية وسياسية تقود تيار الولي الفقيه، ونحن هنا تعود للمجتمع البحريني بشيعته الذين هم مع هذا البيان، وبسنته وبقية شرائحه الذين يتفقون أيضاً مع بيان الأوقاف الجعفرية وفحواه، مشكلتنا أننا نطالب أن ينضموا للقافلة الوطنية ويعيدوا لهذه المناسبة سماحتها مع أهل البحرين ويجعلوا من ذكرى عاشوراء مناسبة كما كانت منطلقاً لجبهة وطنية بحرينية كانت إلى زمن قريب واقعاً لا خيالاً.