بينما تبني الصين أضخم تلسكوب في العالم بحثاً عن مؤشرات للحياة في الكواكب الأخرى، يتحفنا السياسي الكوميدي «فنجان» بتصريحات فضائية كالفضائيين في بلاده عن مطار أنشئ لهبوط وإقلاع المركبات الفضائية في بلده قبل سبعة آلاف سنة، فيا خسارة الـ185 مليون دولار التي ستنفقها الصين.الصين بلد حضارات يسعى سكانه وعلماؤه المعاصرون لبناء حضارة تضاف إلى حضاراتهم، لذلك يبنون الآن أضخم تلسكوب يبلغ قطر صحنه 500 متر بكلفة 185 مليون دولار وخمس سنوات من العمل المتواصل، وذلك في تجويف بين جبال جنوب الصين، وقد تم اختيار هذا المكان بعدما مسحوا 400 مكان ليستقروا أخيراً عليه، مضطرين لترحيل 9110 أشخاص من المنطقة لإفساح المجال أمام هذا العملاق للعمل، عسى أن يكون بعد عمله قادراً على التقاط مؤشرات للحياة في الكواكب البعيدة، كما يتوقع أن يسلط الضوء على أصل الكون من خلال تخطيط توزيع غاز الهيدروجين، أمر طبيعي في بلد يقدم العلماء ويرعاهم ويسعى للرقي وبناء الحضارة ومنافسة العالم، ومع تناقل الوكالات لهذا الخبر الهام يطل علينا السيد كاظم فنجان وزير النقل العراقي الجديد في مؤتمر صحافي من مطار ذي قار المقرر افتتاحه قريباً، وذي قار محافظة في الجنوب العراقي فيها أول مقر حضارة السومريين، ليقول لنا إن هذا المطار ليس مطاراً جديداً لأن السومريين بنوه قبل سبعة آلاف سنة وأقلعوا منه بمركبات فضائية نحو الكواكب الأخرى، وقد اختار السومريون بناء المطار في هذا الموقع لأن هذه المنطقة خالية من المؤثرات الجوية التي تثقل من تحركات الطائرات وتحدد من مناورتها أثناء الهبوط!لا تستغربوا من تصريحات الوزير الذي يعتبر نفسه مهنياً وكاتباً فهذا بالضبط الشخص المناسب، وهذا بالضبط ما تريده أمريكا وغير أمريكا للعراق، هؤلاء هم الذين تولوا عملية تدمير بلاد الرافدين وهم الذين أساؤوا لها ولم يتركوا فيها شيئاً جميلاً، طبعاً كلام الوزير خفيف الظل لم يأتِ من فراغ خصوصاً وأنه يحسب نفسه على المثقفين، فقد اعتمد في اكتشافه العظيم على أساطير السومريين، وهذه الحال نتيجة طبيعية في العراق الذي كان مليئاً بالعلماء والخبراء فقتلوا وهجروا وألقوا في المعتقلات ليظهر الخرافيون ويحلون محلهم، الغريب في الأمر أن هؤلاء بعدما دمروا العراق وأساؤوا له انتقلوا للإساءة إلى تاريخه وحضارته فالسومريون الذين جعل منهم الوزير أضحوكة ومصدراً لتندر أصحاب النكتة ورسامي الكاريكاتير هم أصحاب أقدم حضارة عرفت في العالم يرجع تاريخها إلى الألفية السادسة قبل الميلاد وهم الذين اخترعوا الكتابة ودونوا ذاكرتهم على الألواح الطينية، ليأتي فنجان ويحدثنا عن مركباتهم الفضائية.دعونا من فنجان وكوكب فيغا ودوق فليت الذي يحدثنا عنه ولنعد إلى الصين، هل تعلمون أنها تسعى لشراء حمير العالم بعدما انخفضت أعداد الحمير لديها بنسبة كبيرة؟! والسبب أنها تستخدم الحمير في الطب فتستخرج من جلودها مادة تدعى «ejiao» تدخل في صناعة العديد من الأدوية الصينية، وأن بعض دول أفريقيا حظرت بيع حميرها للصين مؤخراً خوفاً من انقراضها! لعل هذا الخبر من أفضل الأخبار فعسى أن تبحث الصين عن مبتغاها في أماكن أخرى مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان ودول أخرى طورت فيها إيران فصائل جديدة من هذا الكائن، آملين أن تجمعها الصين قبل أن تكتشف أنها أصناف ليس فيها إلا الداء ولا يستخرج منها أي دواء.هل علمتم الآن كيف دمرت أمريكا العراق؟ لقد سلمت بلد الحضارات لأصحاب الأساطير والخرافات.