لعل من أسوأ ما يمكن أن يقال في حق السياحة في أي مكان من العالم هو فقدان بعض منشآتها إلى الأمن الكافي، إذ يكون من الطبيعي في كل جزء من الوطن أن ينال السائح أو المتسوق حقه الكامل في الحصول على الأمن هو ومن معه. هذا الأمر يعتبر من أبجديات السياحة في كل دول العالم، لكن وفي هذا الخصوص لنا بعض الملاحظات قلناها وأكدناها مراراً وتكراراً من قبل دون الحصول على نتيجة، ولأن الكثير من القضايا لا ترصد ولا يجري متابعتها من طرف الجهات المعنية فإنها تتفاقم حتى تتحول في بعض الأحيان إلى أزمات معقدة.كم هي المرات التي طرحنا من خلالها مسألة أمن المجمعات التجارية وضرورة حفظ الأمن فيها؟ ووجهنا نداءنا لكل من يعنيه هذا الأمر، لكن دون جدوى، وبعد مضي عام أو يزيد على كلامنا في هذا الشأن، نجد أن بعض إدارات المجمعات التجارية تعيش حالة من القلق تجاه تصرفات بعض الشباب خصوصاً في أيام العطل الرسمية وفي الإجازات الرسمية والموسمية.إن حفظ الأمن له مراتب ومستويات مختلفة، فحين نتحدث عن الأمن، فليس بالضرورة أن نقصد منه وقوع عمليات إرهابية أو حالات عنف شرسة، فنحن ولله الحمد لا نعاني من هذا المستوى الكبير في مجمعاتنا التجارية وإن كنَّا نحرص على أن تكون الإجراءات الاحترازية الأمنية في بعض الأحيان أكثر صلابة مما هي عليه اليوم، فما يمر به العالم من تحولات متسارعة من طرف بعض الجماعات الإرهابية تحتم علينا أن نكون أكثر يقظة في مجال الإحترازات الأمنية، لكن حديثنا هنا يقتصر على بعض السلوكيات المؤذية من طرف بعضهم من أجل معالجتها أو محاربتها قبل أن تتحول إلى سلوك عنيف قد تتطبع بها مجمعاتنا التجارية بعد برهة من الزمان.ولأننا كغيرنا اعتدنا زيارة المجمعات التجارية في ليالي العطل الرسمية مع أفراد العائلة، ربما نستطيع أكثر من غيرنا رصد الحالات السيئة جداً من طرف بعض الشباب المستهتر داخل تلكم المجمعات التجارية. فالظاهرة التي رأيناها منتشرة في الآونة الأخيرة هو أن بعض هؤلاء الشباب يسيرون على هيئة مجموعات كبيرة داخل المجمعات التجارية، ويقومون بالصراخ والضحك بشكل لافت ومزعج، ناهيك عن جرأتهم بالتحرش «ببنات خلق الله» بطريقة مستفزة، ومن يحاول أن يتصدى لهم من الناس أو يمنعهم من هذه المهزلة فإنهم يقومون باختلاق «خناقة» لأجل لفت انتباه من في المجمع، وربما يصل بهم الأمر إلى الإضرار بكل من يحاول أن يوقفهم عن «حدهم» ولو وصل الحال بهم أن يعتدوا عليه لفظياً وجسدياً!هذا الجو غير الآمن وغير المريح يعتبر عامل طرد للسياح ولكل مرتادي المجمعات التجارية، فتكرار «الهوشات» كل أسبوع وارتفاع أصوات هؤلاء «اللوفرية» في كل أنحاء المجمع يخلق مزاجاً غير مقبول أبداً عند الناس، ولهذا تجد بعضهم يفضلون بقية الأماكن السياحية على ارتياد مجمعات لا تحفظ لهم كرامتهم وأعراضهم بسبب حفنة من شباب طائش لم تتجشم عوائلهم تربيتهم بالصورة الصحيحة. نحن ننصح أولياء الأمور وبعض الأسر البحرينية أو غير البحرينية الإلتفات إلى أبنائهم الشباب وتوجيه النصح والإرشاد حين يقومون بارتياد الأماكن العامة وعلى رأسها «المجمعات التجارية» وتوجيههم على ضرورة المحافظة على أمنها ونظافتها واحترام الجو العام فيها، وإلا سيكون مصيرهم تطبيق العقوبة ضدهم وفق أحكام قانون العقوبات، وهذا أقل ما يستحقونه من عقاب.
Opinion
«لوفرية» المجمعات التجارية
06 أكتوبر 2016