في فضيحة من العيار الثقيل كشفت مؤسسة «رون بول» على موقعها الإلكتروني يوم الأحد 2 أكتوبر عن قيام البنتاغون والاستخبارات الأمريكية بخداع الشعب الأمريكي والناخب الأمريكي من عام 2006 إلى عام 2011، وذلك بتكليف شركة للعلاقات العامة بريطانية الجنسية تدعى «بيل بوتينغر» بصناعة أفلام مفبركة عن «تنظيم القاعدة» في العراق، وجعل الفيلم المفبرك يبدو وكأنه منقول عن قناة عربية، ودفع البنتاغون للشركة مبلغاً يقارب نصف مليار دولار، 120 مليون دولار دفعت عام 2006 والباقي على دفعات.الموظف السابق في شركة «بول بوتينغر» ويلز كشف النقاب للصحافة الاستقصائية الأمريكية التي نقل عنها الموقع المذكور تفاصيل هذه الفضيحة، كيف نقل إلى بغداد خلال 48 ساعة وطلب منه تصوير المقاطع حسب طلب الشركة بممثلين حقيقيين، ومن ثم تم تحميل الفيديوهات المصورة على شبكة الإنترنت، وبعد ذلك تم رصد التقاطها في إيران وسوريا والولايات المتحدة، وكأن العملية غسيل مصادر على وزن غسيل أموال، حتى لا يتبين المصدر الرئيس لتحميل هذه المقاطع، وكان طلب الشركة أن تصور الفيديوهات بتقنية ضعيفة ومدة الواحد منها لا تزيد عن عشر دقائق ويحمل على شبكة الإنترنت بحيث يكون متوفراً للباحثين بسهولة على مشغل البحث «غوغل» ليبدو وكأن قناة عربية هي من حمل هذا الفيديو!!كشفت الوثائق أيضاً أن البنتاغون دفع أيضاً عام 2005 لشركة علاقات عامة لتنشر مقالات حول الإرهاب في العراق كتبها الجيش الأمريكي ونزلت بأسماء كتاب معروفين!!تم ذلك في أوقات الانتخابات الحزبية الخاصة للحزب الجمهوري من أجل تعزيز فكرة غزو العراق وإقناع الناس بمشروعية هذا الغزو وأحقيته وأهميته لأمن وسلامة الشعب الأمريكي.الجدير بالذكر أن القانون الأمريكي يجرم أي مؤسسة إعلامية تقوم بعملية خداع للجمهور إعلامياً، لذلك تم اللجوء لشركة خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا يطالها القانون!!إلى هنا ونعتقد أن الخبر انتهى والفضيحة انتهت عام 2011 بعد أن «خلص» العقد مع هذه الشركة، ولكن لحظة، أليست الشكوك التي لدينا تساور كل ما يتعلق بعملية إخراج ما يسمى «بتنظيم داعش» للعلن تقترب من هذا السيناريو؟ ألسنا جميعاً وفي جميع أنحاء العالم من عرب إلى روس إلى صينيين إلى أوروبيين نتساءل منذ 2011 من هم هؤلاء الملثمون؟ متى ظهروا؟ كيف يديرون عملياتهم ويسكون نقودهم ويتاجرون ويبيعون ويشترون؟ ألسنا نسأل منذ 2011 كيف ظهرت لنا مقاطع مصورة لما يسمى بداعش بفيديوهات عالية التقنية تصويراً وإخراجاً، حتى الكاميرات المستخدمة في تصوير أفلام الرعب الداعشية بالنحر والحرق هي كاميرات متخصصة تحمل على رافعة «كرين» التي التقطت الصور من علو مرتفع ومتحركة بـ«الريموت كونترول»، هي عملية لا يمكن أن يقوم بها إلا مصورون احترافيون؟هل هناك حاجة لإكمال ما المقصود بالعروج على ذكر داعش وأفلام داعش وتصوير فظائع داعش وجعلها تظهر وكأنها قوة لا تقهر، ألا ترون «سيناريو» متكرراً الآن، هل عرفنا الآن لماذا ظهرت الـ«جاستا» ولماذا قال أوباما نحتاج إلى 30 سنة لمحاربة هذا التنظيم والقضاء عليه؟المسألة ليست في وجود أو عدم وجود جماعات إرهابية في العراق وسوريا، المشكلة هل تلك الجماعات هي بالشكل الذي صورته لنا تلك المقاطع المصورة؟ قوية لا تقهر؟ صعبة المراس؟ متوحشة بربرية؟ تملك قدرات خارقة في القتال؟ أم أنها مجموعات مقاتلة مرتزقة تداخلت فيها الحقيقة بالخيال مخترقة من استخبارات أجنبية تيسر لها الانتشار، استفادت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإسرائيل وإيران من وجودها أيما استفادة؟فإذا كانت الديمقراطية الأمريكية استباحت الرأي العام الأمريكي بدفع نصف مليار لإقناعه بوجود القاعدة في بغداد وذلك كان كذباً ومبالغاً فيه، ألا ترون أن ملياراً آخر يدفع لشركة أخرى تستبيح فيه الرأي العام الأمريكي مرة أخرى ممكن لتمرير قصة داعش في سوريا والعراق؟ المأساة أننا بلعنا الطعم مرتين!!