* الله أكبر: يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: «الله أكبر.. في وضح النهار، والناس منغمسون في معتركات السياسة، أو غمرات التجارة، أو المطامع والدسائس والشهوات.. يهبط عليهم جميعاً كما تهبط البركات من السماء، ويمشي في قلوبهم كما يمشي النور في الفضاء، ينزل من فوق، من فوق كراسي الحكم، ومقاعد الثروة، ومخادع اللذاذات، يذكر الأقوياء بألا يتكبروا على الضعفاء، فإن الله معهم، والله أكبر منهم، ويصرخ في آذان هؤلاء الذين غرتهم أنفسهم، وغرهم الشيطان، فعبدوا المادة، ونسوا الروح، وجحدوا المعاد، يذكرهم أن وراء الجسم روحاً، وأن بعد الدنيا آخرة، وأن في الوجود رباً يمهل ولا يهمل، وينسي ولا ينسى، وأن الدنيا لم تدم لأحد حتى تدوم لهم، وأن الموت لم يترك أحداً حتى يتركهم..».* رواية الحياة: كان أحدهم على وشك أن يكتب فصول رواية حياته التي بذل فيها الكثير من أجل أن يحقق مراده في الدنيا.. لم يتردد أن يكتبها لأنه على يقين بأنها ستكون له كالبلسم الشافي في دروب الحياة، ولأنها تمثل خلاصة تجاربه المتنوعة التي خاضها في معترك الحياة بلا ضجر ولا سآمة.. ولعله قرر في لحظة ما أن يؤجل كتابتها حتى تنضج بعض الأفكار، أو تتسابق خطاه إلى الهدف المنشود الذي يجعله أكثر أمناً وسعادة من أي وقت مضى.. وفي كل الأحوال فقد قطع على نفسه عهداً ألا يرتمي في أحضان الكسل والتسويف والذي أضاع منه العديد من فرص الحياة التي ذهبت مع أدراج الرياح بلا عودة مرجوة.. قرر أن يكتبها قبل أن تتراكم عليها غبار الأيام، فتصبح خاوية بلا فائدة.. فهو سيكتب «رواية الحياة» التي علمته أن يتغير سريعاً قبل أن تغرقه بحار الغفلة والدسائس وأهواء النفوس.. رواية الحياة هي قصة نجاح جميلة صاغتها دقائق الأيام، وكست معالمها حباً لتلك الظروف المتغيرة غير المستقرة التي أفرزت نفوساً تعلمت من تجاربها، واستيقظت من رقادها قبل فوات الأوان.. أشتاق لكتابة «رواية الحياة».* معلمي: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته حتى النمل في جحرها وحتى الحوت في البحر، ليصلون على معلم الناس الخير». في يومه العالمي تذكرت معلمي القائد الحكيم الذي علمني الكثير على دروب الحياة، وأوقد في نفسي شمعة تضيء بالخير في كل الظروف.. تذكرته وهو يصوغ معي أروع تجارب الخبرات وأجمل محطات العطاء، التي مازالت ذكرياتها راسخة في قلبي أستلهم منها ما يعينني على ملمات الحياة.. شكراً لك يا معلم الخير فقد علمتني أن نحصد الأجور في كل ميدان تحط فيه رحالنا.. نخلص النيات ونبتغي الأجر وحب الخير أينما كنا.. فالحياة كلها أجور.. فطوبى لمن أحسن الصنيع ليستزيد ويرتقي في مدارج الآخرة. * سرعة الأيام: سريعة هي الأيام التي تتقاذفنا مفاجآتها يمنة ويسرة في محكات حياتية عصيبة.. الأيام تكتب آثارنا التي مضت، وتشهد على أعمالنا ونستعد من خلالها لقرب نهاية آجالنا.. هي الأيام التي تقربنا إلى الرحيل المحتوم.. وزادنا فيها بصمات الخير والعطاء التي نتركها في كل ميدان، والحب الذي نحمله للآخرين، هو ركيزة النجاح.. فبدونه تبقى النفوس خاوية!!* ابتلاءات: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط». وقال عليه الصلاة والسلام: «ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة». للمولى تعالى في كل ظروف حياة المرء حكمة يبتغيها له، فلا يضجر ولا يتأفف ولا يتعالى على قضاء الله تعالى وقدره.. فالحكمة الربانية في ابتلاءات الحياة تتعدد صورها، ولعل صاحبها يبلغ المنزلة الرفيعة التي كتبت له في الجنان.. فالصبر أولاً وأخيراً هو مفتاح الخير لتكفير الذنوب والفرج القريب سواء في الدنيا أو الآخرة. * حكمة: عندما تنقصك الحكمة في التعامل مع ظروف الحياة، فإنك حينها تقع فريسة التقلبات الحياتية التي لا تستقر معها على حال.. الحكمة جوهر مهم في حياة المرء، يجب أن يتعامل بها في كل شؤونه، فلا يستعجل في اتخاذ القرار والحكم على الأمور والعيش في منظومة الانفعال المؤقت الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى شرور مستطيرة والعياذ بالله.. كن حكيماً وزن الأمور بميزان يحافظ على تناسق نفسيتك أمام الآخرين.* اقتناص الفرص: يقول المؤلف «روبين سبكيولاند»: «تم إرسال بائع أحذية أمريكي في مهمة تستغرق أسبوعين إلى إحدى الدول النامية، ليرى إن كانت هناك أي إمكانية لإقامة أعمال فيها، فاستقل البائع الطائرة وجاب الدولة لمدة أسبوعين، ثم عاد ليخبر رئيسه: أيها الرئيس، لا توجد لنا أي فرصة في هذه الدولة! إنهم لا يرتدون أي أحذية هناك على الإطلاق! كان الرئيس رجل أعمال ذكياً، وقرر أن يرسل بائعاً آخر في نفس المهمة إلى نفس الدولة، استقل البائع الطائرة في رحلة مدتها أسبوعين، وعندما عاد أسرع من المطار إلى شركته مباشرة ودخل إلى رئيسه والحماس يملؤه: أيها الرئيس، لدينا فرصة رائعة لبيع الأحذية في هذه الدولة، فلا يوجد أحد يرتديها بعد.. اقتنص فرص حياتك قبل أن تطير أوراقها بلا عودة.. الفرصة أنت من تصنعها وتفرض وجودك فيها وتنقلك إلى مراتب الرقي.. فقط فكر بإيجابية عند كل مهمة.. وأسرع إلى مسؤولك لتعطيه الحلول التي ترفع من قيمتك.. فهنا تكمن الفرصة الثمينة.* ومضة أمل:في كل يوم حكمة وتجربة وفائدة.. احرص أن تنسج خيوطها في قلبك.. حتى لا يعتريها النسيان.