في واقعة تناقلتها وسائل الإعلام الإلكتروني، ونقلتها صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية، أن أماً أقدمت على حلق شعر ابنتها، لأنها أساءت لزميلة لها في الصف، مصابة بمرض السرطان. وفي سياق هذا الموقف، تناقلت وسائل الإعلام، مقطعاً صوتياً، من البرنامج الجماهيري الأول في إذاعة البحرين «صباح الخير»، تطالب فيه ولية أمر وقف تطبيق مشروع «دمج ذوي الاحتياجات الخاصة « في المدارس، واصفة أن ابنها وآخرين من الطلبة «يخافون» من الذهاب إلى المدرسة بسبب وجود «ذوي الاحتياجات الخاصة»!! واصفة إياهم بأنهم «يخرعون» أي يثيرون الخوف والهلع في نفوس الأطفال!!كان رد المذيعة القديرة استقلال أحمد رائعاً على «ولية الأمر» التي تحجر قلبها وهي تتحدث بقساوة قلب غير معهودة عن ذوي الإعاقة. كما قام سعادة وزير التربية والتعليم بالاتصال مباشرة بالبرنامج ليرد على ولية الأمر، ويوضح لها ضرورة دمج ذوي الإعاقة في المدارس. فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، ولهم من الحقوق ما لغيرهم من الأسوياء، وأن نظرة المجتمع وعقلية أبنائه هي التي يجب أن تتغير تجاه هذه الفئة. فشتان بين الأم البريطانية التي عاقبت ابنتها بحلق شعرها لأنها «جرحت» زميلتها المصابة بالسرطان، وبين هذه المرأة البحرينية التي اتصلت لتشكو أن ابنها يخاف من الذهاب إلى المدرسة بسبب وجود ذوي الإعاقة معه في المدرسة!!إن الموضوع برمته يعتمد على الثقافة فعندما تعلم أبناءك منذ صغرهم أن يحترموا الآخر مهما كان شكله أو لونه أو دينه أو أيديولوجيته سيكون عندنا مجتمع متقبل للاختلاف ويؤمن بأن للجميع حق وأن أهم تلك الحقوق هو حق التعليم والصحة. عجباً لولية الأمر هذه، فبدلاً من أن تقوم بتربية أبنائها على تقبل الآخرين، وخصوصاً ذوي الإعاقة، تقوم بالشكوى ضد وجودهم في المدارس ودمجهم في المجتمع!! طبعاً هذه الأم لا تمثل شعب البحرين، فشعب البحرين شعب «طيب» لا يستهين بإعاقة الآخرين، ولا يصغر من وجودهم في المجتمع، بل إن الدولة بذلت كافة الجهود لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع وسنت جميع التشريعات التي تكفل تكافؤ الفرص بين الجميع بغض النظر عن إعاقة الشخص. إن الإعاقة الفعلية هي الإعاقة الفكرية التي تجعلنا نعيش في عالم مغلق وأن نتصور بأننا الأفضل وبأن غيرنا لا يستحق ما نستحقه. مؤلم ومخجل موقف ولية الأمر وما أثارته عبر الإذاعة، وشجاع ومشرف موقف وزير التربية والتعليم والمذيعة.
Opinion
الإعاقة الفكرية!
08 أكتوبر 2016