من القصص التي يسعى ذلك البعض إلى ترويجها هذه الأيام عبر الفضائيات «السوسة» أن الحكومة تضايق المعزين وتستفزهم بإنزال الرايات الحسينية من بعض الأماكن وتمنع الخطباء من الوصول إلى بعض القرى وتستدعي آخرين ومنهم رواديد بهدف تضييق الخناق على الشيعة كخطوة من بين خطوات أخرى ترمي إلى إلغائهم وإلغاء الاحتفال بموسم عاشوراء في البحرين، وأن هذا هدف قديم لم يتحقق. هذا للأسف هو مستوى ذلك البعض الذي يقول للعالم إن ما يقوم به «ثورة» وإنه مؤهل لتسلم زمام الأمور في البلاد. ترى لو أن الحكومة تريد أن تمنع مظاهر عاشوراء بما فيها مواكب العزاء من يستطيع أن يمنعها؟ وماذا بإمكان ذلك البعض أن يفعل لو أن الحكومة اتخذت مثل هذا القرار لأي سبب من الأسباب؟ هذا رد بسيط على كل من يروج لمثل تلك القصة الهزيلة وأمثالها، يعززه ما تقدمه الحكومة من خدمات وتسهيلات للمعزين في كل عام وما توفره من ظروف كي يشعر المحتفلون بذكرى سيد الشهداء بالأمن والأمان وهم يؤدون هذه الشعيرة التي توليها حكومة البحرين منذ القدم الكثير من الاهتمام، فهذه الذكرى الأليمة لا تخص ذلك البعض المروج لتلك القصص فقط، ولا تخص الشيعة فقط، ولكنها عامة للجميع، فالحسين هو سبط الرسول عليه الصلاة والسلام، وما جرى على أهل بيت النبوة في يوم العاشر من محرم وما تلاه من أيام مؤلم ومثير لحزن كل البشر. ما يحظى به المعزون هنا من اهتمام ورعاية من قبل الحكومة لا يحصل عليه آخرون في الكثير من البلاد، ولا ينكر الدور الإيجابي لها إلا حاقد ومن يسعى إلى الإساءة إليها وإلى هذا الوطن الذي يحتضن الجميع دائما، ولو كانت الحكومة تريد غير هذا لما نقصتها الحيل ولفعلته من دون تردد، ولما تمكن ذلك البعض ولا المنظمات الحقوقية التي «يشد بها ظهره» أن يفعلوا شيئاً. لذا فإن العقل يدفع في اتجاه منع ذلك البعض من التمادي في قوله وفعله كي لا يسيء إلى عزاء الحسين والمعزين الذين يقدرون كل ما تقدمه الحكومة من خدمات وتسهيلات تعينهم على الوفاء بالتزامهم السنوي، وتمنع عنهم الشر الذي يراد بهم في زمن ممتلئ بأنواع من الشرور، يرونها رأي العين، ويرون كيف أنها تمكنت من بلاد قريبة من دارهم.البحرين دولة مستقلة، وحكومتها تمتلك من الأجهزة والقدرات ما يمكنها من اتخاذ كل قرار تراه صائباً، ومن تنفيذه من دون تردد لو أرادت ذلك، وهذا يشمل كل شيء. لذا فإن الترويج لمثل تلك القصة وغيرها من القصص الرامية إلى الإساءة إلى النظام لا يمكن للعالم أن يصدقها، إذ كيف لدولة تسخر كل إمكاناتها ليتمكن المشاركون في مناسبة عاشوراء من التعبير عن حزنهم أن تضايق المعزين وتضيق الخناق على الشيعة تمهيداً لإلغاء هذه الشعيرة؟تلك القصة وأمثالها تدخل في باب «السوسي» الذي تطرب له تلك الفضائيات «السوسة» وعلى رأسها فضائية «العالم» الإيرانية التي تدفع المشاركين في برنامجها اليومي المسيء للبحرين إلى ترديدها بهدف الزعم أن «الحكومة تضايق الشيعة وأن أمراً ما يراد بهم وأنهم مظلومون في هذه البلاد وأن على المنظمات الحقوقية أن تتحرك لإنقاذهم وإلا فإن القادم عليهم أسوأ ولا يتوفر ما يحميهم ويحمي عقيدتهم والتزامهم بإحياء عاشوراء».الرد يجب أن يصل أيضا إلى أولئك من كل صاحب ضمير حي يرى ويلمس ما تقدمه حكومة البحرين من خدمات وتسهيلات في عاشوراء وكيف أنها تحرص على أمن المشاركين في عزاء الحسين عليه السلام وتقف في وجه كل من يحاول أن يستغل هذه المناسبة لخدمة أجندته.