سارت سفن الحملة الأنجلو إيرانية صيف 1765 لمهاجمة بندر ريق على الساحل الشرقي للخليج العربي، فانسحب الأمير مهنا بن ناصر الزعابي للبحر، فخاف الغزاة تتبعه، ففشلت الحملة، وعندما أراد شيخ كعب الزواج من إحدى اختيه قسراً، أغرقهما الزعابي، كما قضى مهنا على طفله البكر بإلقائه تحت الشمس على شاطئ البحر، فقد كان بنتاً وليس ولداً. ومثله كان بندر بوشهر، وبندر جنابة، وبندر الديلم، وبندر عبادان، وجميع الموانئ على الشاطئ الشرقي للخليج العربي، في يد شيوخ عرب أقوياء حد القسوة، فلم يقربهم نادر شاه أو كريم خان زند لفترة طويلة، فالفرس أمة غير بحرية عزلتهم جبال زاجروس عن الخليج. وحتى اليوم لم تتخلص البحرية الإيرانية من تراثها العربي فأكبر ضابط بحري إيراني هو الإحوازي الأدميرال علي شمخاني. ولم يطور الحرس الثوري البحرية الإيرانية بل أحاطها بدعاية فجة، وصلت الإعلان عن إرسال سفن حربية للمياه الإقليمية الأمريكية. وإذا كان طموحهم بهذا؟! في تقديرنا أن من أسباب ذلك:- مناورات «درع الخليج 1» خطوة ذكية لنقل المعارك خارج الأراضي السعودية، ولمياه إيران، إن لم يكن أراضيها، وهو استمرار لنهج الحزم العسكري، ونتمنى أن تتبعها مناورات حزم صاروخية.- إيران قلقة من تكرار التمرين وانضمام دول الخليج له، مما يخلق توازناً بحرياً يخل بحسابات إيران، حيث لا تتفوق إيران علينا بحرياً بفارق كبير كما يوثق موقع Globalfirepower.com فعدد قطع البحرية الإيرانية 398 قطعة، مقابل 303 قطعة، فيما تتفوق السعودية بفرقاطات الشبح، بالمقارنة بفرقاطات السبعينيات الإيرانية، التي لا غطاء جوي لها، فهي تغامر خارج مياهها الإقليمية.- خوف إيران من أن تدخل السعودية بقواتها البحرية درجة ما يسمى بـ «بحرية المياه الزرقاء Blue- Water Navy»، لكونها تملك قدرة على إبراز قوتها بمناورات بعيدة عن قواعدها، والاستجابة السريعة للأزمات الإقليمية، فالسعودية ثالث أقوى قوة بحرية في الشرق الأوسط بعد تركيا وإسرائيل. - للإيرانيين ثأر مع البحرية السعودية، ليس لأنها فرضت حصاراً بحرياً قطع طرق تسلل السفن الإيرانية لتسليح الحوثيين فحسب، بل ومحاصرة ميناء ميدي وقيام الصاعقة البحرية بتحرير جبل الدود من الحوثيين.* بالعجمي الفصيح:في «درع الخليج 1»، حققت إرمادا سعودية ضخمة أهداف مناورتها، بدليل أن تحليق صقر الجزيرة العربية، جعل العالم يسمع نعيق رعب نوارس بر فارس.