للشقيقة جمهورية مصر العربية مكانة خاصة في «قلب» جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملكنا الحبيب حفظه الله. مصر العروبة كما يراها جلالة الملك تمثل دولة وشعباً شقيقاً، نتشارك معه في الضراء والسراء فنشعر بآلامه ونبتهج لأفراحه ونحرص على تعزيز علاقتنا، مثلما قال بوسلمان بالحرف. كما قال جلالة الملك: «إننا في مملكة البحرين نكن تقديراً خاصاً لجمهورية مصر العربية، ونتذكر دائماً الدور الرائد الذي قامت به ولاتزال في دعم البحرين في مجالات تنموية عديدة في مقدمتها مجال التعليم منذ عشرينات القرن الماضي والرعاية الصحية وغيرها، وفي الوقت الحاضر تساهم مصر ومثقفوها وعلماؤها وخبراؤها في المجالات القانونية والثقافية والاقتصادية، فضلاً عن التعليم والصحة والخدمات».مصر الواقفة مع البحرين قلباً وقالباً منذ عقود، اليوم هي تحظى بالدعم المتجدد من بلادنا ومن قائدنا، لأن التفكير الوحدوي العربي يتعدى كل إشكاليات وكل سجالات، اليوم نحن بأحوج ما نكون للوحدة العربية التي هي السلاح الأوحد لمواجهة ما يحيق بنا من تهديدات واستهدافات ومحاولات إضعاف الصف العربي والإسلامي معاً. ملك البحرين الذي نفخر بأننا أبناؤه وشعبه، هو كما بينا بالأمس «رجل سلام» و»قائد وحدة»، ما يهمه في مقام أول وحدة أبناء شعبه، ووحدة أبناء أمته، وبناء على هذا الأساس هو يعمل ويرسم سياساته، والتي نرى آثارها الإيجابية على الصعيد الخارجي. البحرين كمملكة تسير بشكل صحيح وفق رؤية ملكنا بشأن علاقاتها الخارجية، اليوم تحظى البحرين باحترام وحب كثير من الدول والأقطاب القوية، المعاملة الطيبة تتم بالمثل، ومجالات الاستثمار والاقتصاد بدأت تفتح أبوابها على مصراعيها. زيارات جلالة الملك بحد ذاتها مؤشر مهم يبين لنا التوجه الحكيم لمد جسور التعاون والعلاقات الاستراتيجية على امتداد الشرق والغرب، البحرين دوماً كانت محترمة لعلاقاتها مع كافة الدول الشقيقة والصديقة، حسن النوايا في التعامل مقدم على كل شيء، وأقل شيء تطلبه البحرين هي المعاملة بالمثل، المعاملة الصادقة القائمة على الثقة، والتي تحرص على تعزيز المكاسب لمواطني كل دولة ترتبط معنا برباط مختلف على صعيد التعاون. لذلك حظيت زيارة جلالة الملك لمصر في وقت سابق هذا العام بالاهتمام الكبير من قبل وسائل الإعلام المصرية قبل غيرها، والأخيرة بينت سبب الاهتمام المتمثل بـ»الثقل» السياسي الذي يمثله حمد بن عيسى، وما سيترتب على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري من عوائد إيجابية على مصر التي تسعى لإعادة تقوية مجالاتها السياحية والاقتصادية. في تلك الزيارة بين جلالة الملك أهميتها بأنها تأتي لبحث سبل تقوية الاستثمار والاستفادة من المشاريع المتاحة في مجالات السياحة والصناعة والإنشاء والخدمات المصرفية وغيرها تعزيزاً للعلاقات الاقتصادية والتجارية الوثيقة بين بلدينا الشقيقين.مصر بدورها تحب البحرين وملكها، وهو حب موجود منذ عقود، وحتى خلال محاولة الانقلاب كان لمصر موقف رجولي مشرف، لم تقبل الإساءة للبحرين، وطردت وفداً من الانقلابيين الموالين لإيران والساعين لتشويه صورة البحرين في أرض الكنانة، أرض العروبة مصر التي لم تقبل بأن يأتي عملاء لإيران ليستهدفوا أحد أركان الأمة العربية. الكاتب يوسف أيوب في صحيفة «اليوم السابع» كتب الأربعاء الماضي في عموده بأن «العاهل البحريني اختار شرم الشيخ ليقضي بها إجازته هو وأسرته، ويفضلها على كل المنتجعات الأوروبية في هذا التوقيت تحديداً، ما يعني أن لشرم الشيخ ولمصر عامة طبيعة خاصة لدى الملك حمد بن عيسى».وفي تعليقه على الاستثمار البحريني في مصر، بين أن «تحرك البحرين القوي تجاه ذلك يأتي لإيمان جلالة الملك بضرورة وجود مصر قوية مستقرة لأن ذلك في صالح الأمة العربية بأكملها، وأن وجود شخصية بهذا الثقل السياسي مثل العاهل البحريني في شرم الشيخ، يعني فتح باب مهم لجذب الاستثمار العربي في مجال السياحة لمصر بشكل عام، وشرم الشيخ بشكل خاص، كما أن حجم الاستثمارات البحرينية من المتوقع أن يرتفع كأحد تداعيات هذا القرار، إلى جانب زيادة الحركة الوافدة من الأشقاء البحرينيين إلى مصر».هذه هي مصر التي تحب حمد بن عيسى، وملكنا يحمل مكانة خاصة لأرض الكنانة في قلبه، ونحن بدورنا نحب قائدنا الحكيم الشهم الذي لم ولن نقبل يوماً التقليل من مقامه من قبل كارهين وحاقدين وخونة وانقلابيين. اللهم احفظ البحرين بحمد بن عيسى وبشعبها المخلص.