حينما نتحدث عن الوطن ككيان، لا بد وأن نتكلم بوضوح وصراحة، ودون لف أو دوران ، أو إغماض عين. بالتالي الكلمات الوطنية القوية تفرض نفسها، ولها في نفوس المواطنين المخلصين وقع وتأثير، يذكرهم أولاً وأخيراً بقضيتهم الأثيرة، ألا وهي البحرين. كلمة جلالة الملك في افتتاح دور الانعقاد الثالث للمجلس الوطني لا تعلو فوقها أي كلمات في الوطنية وفي تأكيد خط السير الثابت للمملكة. لكن من وحي كلمة الملك حمد، تأتي كلمة قوية وطنية معبرة أثلجت الصدور، وأكدت بأن البحرين دائماً بخير ومحفوظة بإذن الله طالما فيها هذا النبض الوطني الذي لا يحيد عن دربه. أتحدث عن كلمة رئيس مجلس النواب الأخ أحمد الملا، والتي عبر فيها عما يعتمل بداخل كل بحريني غيور على أرضه وقيادته وثوابته. ما أحوجنا اليوم لتذكير أنفسنا دائماً بالبحرين وبأننا مازلنا -رغم مشاغل الحياة وتشعباتها وصعوباتها- مازالنا في دائرة الاستهداف الخارجي المعول على خيانات وعمالات داخلية، الأمر الذي يهدد البحرين في أمنها واستقرار مواطنيها. نعم يا أحمد الملا، تكلمت فصدقت ولم تحد عن الصواب أبداً، فاليوم لسنا بحاجة لـ»منافقين» ولا «متلونين» ولا «ثعالب» تبدل جلودها كما تفعل الحرباء، بحسب ما تقتضيه المصلحة، وبحسب ما يخدم أجنداتها.اليوم في الوطن «لا حياد» مع مستهدفيه، ولا الطامعين فيه، القانون هو سيد الموقف وحده، والقضاء العادل فيه الثقة المطلقة، البحرين ليست دولة ظالمة، بل دولة محبة ومتسامحة لدرجة أن بعض المسيئين لها طالهم «عطفها» و»تسامحها»، حتى وإن كانوا من ضاربي الرماح وأسهم الغدر في ظهرها. لكن المهم هو مواقف الناس المخلصة، هذه المواقف التي لا يجب أن تحيد خطوة واحدة عن «الدفاع المقدس» عن البحرين التي لا نملك أغلى منها. البحرين ليست دولة قمعية كما يدعون، وإلا لاختفت أصواتهم وخنقت كما يحدث في إيران التي تدعم هؤلاء العملاء والخونة، بل لحسن حظهم أنهم في البحرين بلد التسامح. ورغم ذلك فإن هذه الأمور لا يجب أن تكون سبباً في تراخي المخلصين، ولا في نسيان واجبهم بالدفاع عن وطنهم، والتصدي لكل مفبرك وحاقد وطامع. نعم نحن بلد التسامح والتعايش والوحدة الوطنية التي تأتي فوق كل اختلاف مذهبي أو عرقي، لكن ذلك لا يعني أن تتخذ هذه الشعارات «حججاً» ووسائل كـ»حصان طروادة» لتغلغل من جديد في مفاصل الدولة، كما يحاول بعض «الأفاقين» و»المنقلبين» فعله اليوم، عبر ترديد كلام مغموس بعبارات التسامح والتعايش، وهم حينما كانوا فوق منصة دوار الانقلاب كان خطابهم مختلفاً تماماً، كان التسقيط يسوده، وكانت كراهية البلد والقيادة تفوح منه، وكانت العمالة للأجنبي والعنصري والطائفي واضحة وضوح الشمس. نحن كصحافة وطنية ومعنا كل مواطن وقف مع بلاده وملكه وقيادته، نسبب لهؤلاء «أرقاً» مزمناً، نشكل لهم «أزمة» حقيقية. لذلك تراهم دوماً يحاولون ضرب المخلصين في مواقفهم، تراهم يخونون الصحافة الوطنية وهم أصلاً «الخونة» الحقيقيون، يرون في كل المخلصين «تأزيماً»، والواقع يقول بأن كلام المخلصين رد عليهم وصد لأكاذيبهم وتشويههم للبحرين، بل كلام المخلصين هو «تأزيم» لمخططاتهم، فإن كنا بحسب نظرهم «مؤزمين»، فأهلاً وسهلاً بكوننا مؤزمين لمخططات عملاء إيران. لذلك حينما نؤكد على كلام الملا بشأن «الحياد»، فإننا نقول دائماً إن في الوقوف مع الوطن والدفاع عنه «لا حياد»، من قالوا بأنهم «محايدون» خلال وقت سعى الانقلابيون لاختطاف البحرين، هؤلاء شاركوا في الجرم بسكوتهم، وقبولهم الإساءة لوطنهم وقيادتهم دون أن يصدر عنهم حرف، بالتالي هؤلاء اليوم «لا صوت» لهم لدينا. في فبراير 2011، بانت الوجوه، وعرف الناس من وقف مع بلاده وقيادته صامداً ثابتاً، ومن كشف قناعه وشارك في محاولة اختطافها، ومن «خرس لسانه» وانتظر أين تميل الكفة، في «حياد» هو عار بحد ذاته. في وطني والدفاع عنه، وفي قيادتي والوقوف متلاحماً معها، وفي ولائي لملكي، لا حياد يوجد أبداً في قاموسي، وهذا بالتأكيد ديدن كل مخلص لهذه الأرض الطاهرة. شكراً أحمد الملا لأنك دفعت الدماء الوطنية لتفور في عروقنا من جديد، ولأنك ذكرتنا بأهم شيء نملكه ويجب أن ندافع عنه حتى آخر لحظاتنا، ذكرتنا بالبحرين التي ستظل حرة أبية شامخة بقيادة ملك لا نقبل بحقه «همسة» انتقاص إساءة وليس حرفاً واحداً.
Opinion
ماذا فعلت يا أحمد الملا؟!
18 أكتوبر 2016