يتندر العراقيون بشخصية حيدر العبادي الذي أصبح على حين غفلة رئيساً لوزراء العراق، فيلقبونه بـ «دامبي» و«دامبي» لمن لا يعرفه شخصية كارتونية كانت تظهر في المسلسل الكرتوني مغامرات الفضاء المعروف بـ «غريندايزر»، في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ربما لأنه يشبهه من الناحية الجسدية وملامح الوجه، لكن تبين أن القضية أعمق.كلما استمر بقاء العبادي في السلطة وكلما ازدادت تصريحاته، وازداد ظهوره إعلامياً، يظهر وجه الشبه الحقيقي بينه وبين طيب الذكر «دامبي» مع فارق أن «دامبي» أمتعنا يوم كنا صغاراً بحركاته العبثية، أما العبادي فكلما نظرنا إليه يجعلنا نأسى على العراق الذي وصل لكرسي وزراته، ودعوني أقول لكم لم ذكرني هذا الشخص بتفاصيل المسلسل الكرتوني الذي شاهدته قبل «35» سنة، أولاً: أن شخصية «دامبي» لا أهمية لها في المسلسل، لأن المسلسل يتحدث عن الكواكب الأخرى وسكانها وهجومهم المستمر على كوكب الأرض والدفاع عنه، وكل الشخصيات الكرتونية كان لها دور في هذا الجانب إلا شخصية «دامبي» الذي كان مجرد شخص يهوى مراقبة مركبات «المني فو» الفضائية المهاجمة لكوكب الأرض ويتخيل أنه يحاربها، وكذلك صاحبنا فلا أهمية لوجوده في منصبه وفي المشهد السياسي والعسكري العراقي، فعلى المستوى السياسي يقول عنه مسؤوله الحزبي في «حزب الدعوة» عزة الشابندر وقبل أن يصبح رئيس وزراء: «كنت مسؤوله الحزبي وكان أغبى واحد في الحلقة الحزبية»، أما عسكرياً فالرجل يقف أمام الخرائط العسكرية ومنضدة الرمل متوهماً أنه رومل، خصوصاً أنه يتمتع بمنصب القائد العام للقوات المسلحة، والواقع أن الأمر بيد قادة الميليشيات وإيران من خلفها. ثانياً: كانت لدامبي ابنة اسمها «هيكارو» وكانت تحب «دايسكي» قائد «غريندايزر» وكان «دامبي» يدعي أنه يغار عليها ولا يسمح لدايسكي أن يخرج معها، وفي كل مرة كان يتمعر وجهه ويصرخ ويمتعض عندما يراه معها، لكن في كل مرة كان يراهما بعد عودتهما من النزهة، والعبادي اليوم يدعي ويتخيل أنه يملك السيادة على العراق ويعترض على التواجد التركي في العراق، مع أن العراق أخذته إيران في نزهة ولم تعده لغاية الآن. ثالثاً: عندما كانت المركبات الفضائية تهاجم كوكب الأرض ويخرج «غريندايزر» ليقاتلها وتنتهي المعركة، يعود «دايسكي» قائد «غريندايزر» إلى مزرعة «دامبي» ويرتدي الملابس المدنية، وبعد كل ذلك يخرج «دامبي» بالعصا ويقول أين الفضائيون لأقاتلهم، وهكذا هو العبادي مع تركيا التي بنت قاعدة في بعشيقة قرب الموصل ويقدر عدد أفراد جيشها بثلاثة أفواج، بل بنت لها قاعدة عسكرية في شمال العراق، وتهيأت للمشاركة في معركة الموصل ودربت آلاف الرجال المحليين، والعبادي يصرح ويؤكد للإعلام أن تركيا لن تشارك في القتال.بعد كل ذلك من حق أردوغان أن يقول للعبادي أنت لست بمستواي واعرف حدودك، ونحن نفعل ما نشاء في العراق، ومن حقه أيضاً أن يرسل رئيس أركان جيشه إلى واشنطن ليتفق مع الأمريكان على مشاركة الجيش التركي في معركة الموصل، لأنهم في الواقع بمستواه وليس العبادي.رحمك الله يا نوري باشا السعيد كنت تلفظ كلمة «العراق» بضم العين فيقال له العين تحتها كسرة فلم تلفظها هكذا؟ فيجيب «عين العراق لا تكسر».. تعال وانظر من جلس على كرسيك!.
Opinion
ذكرتنا بطيب الذكر
19 أكتوبر 2016