توجد اليوم قناة «إسلامية» إسمها قناة «فدك»، هذه الفضائية تُدار من العاصمة البريطانية «لندن»، كما يترأسها رجل دين مراهق يدعى «ياسر الحبيب». ليس لهذه القناة من غرض أو هدف سوى إثارة النعرات المذهبية بين المسلمين بحجة تصحيح وإعادة كتابة التاريخ، وأن كل من يقف في وجه هذه القناة الفتنوية سيناله نصيب من التكفير والتسفيه من صاحبها المراهق ومن معه.طَلَبَت هذه القناة المُشوَّهة والمشوِّهة لواقع المسلمين من أجل إثارة مجموعة من المشاكل الميتة من وكلائها في الخارج أن يجمعوا التبرعات لأجل استمراريتها على خارطة الفضائيات. على رأس هذه الدول التي سمحت بجمع التبرعات على أراضيها بريطانيا وأمريكا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا وألمانيا والدنمارك، باختصار شديد، هي الدول الغربية، وهذا يدلل على أن مسؤولية حماية الفئات التي تسعى لإثارة الفتن بين المجتمعات الإسلامية في ظل هذه الظروف الحساسة هي إدارات الدول الغربية، وإلَّا لماذا لا تُصَنَّف هذه القناة التي يقودها المراهق الأرعن «ياسر الحبيب» على أنها من القنوات الإرهابية كما هي بقية القنوات التي تدعم الجماعات الإرهابية؟ ولماذا بدل أن تقوم أوروبا وأمريكا بطردها من العاصمة البريطانية تقوم باحتضانها وحمايتها وربما تمويلها وتشجيعها؟ هل هي الحرية الغربية السياسية؟ أم أن للغرب مآرب أخرى خَلْفَ بقاء هذه القناة؟إن كمية البذاءة التي تطلقها قناة «فدك» من بريطانيا إلى كل العالم الإسلامي تعبِّر في النهاية عن رضا وارتياح البريطانيين من هذه القناة ومن صاحبها الذي يقودها من دون أي ضغط دولي، وإلا لو كانت لندن غير راضية عن أداء هذه القناة لأغلقتها منذ أعوام، لكنها تجد في «فدك» بعضاً من ملامح مشروعها الاستعماري العتيق، وأنها اليد الخفية للفتنة بين المسلمين، خصوصاً في هذه الظروف العصيبة التي تعيشها الأمة الإسلامية.ليست القضية أن هذه القناة شيعية أو أن تلك قناة سنية تدار من مواقع مخابراتية مشبوهة، وإنما هي حملة منظمة ضد الواقع العربي والإسلامي لإضعافه وإسكاته وإشغال المسلمين بياسر الحبيب ونظائره من المهرجين والمفتنين، حتى لا يلتفتوا إلى قضاياهم الجوهرية والمصيرية، ليكون الهرج والمرج بين الطوائف الإسلامية هو الهدف المنشود لدول تريد ابتلاع نفطنا وثرواتنا في غفلة من أمرنا، فتحرك دُمَاها ومهرجيها ومخرفيها كالحبيب وغيره لتدعمهم وتأويهم في سبيل مشروعها التخريبي والفتنوي في منطقة الشرق الأوسط وبقية أنحاء العالم، لكن على ما يبدو ستظل هذه المشاريع غير ناجزة على المدى البعيد ولن يُكتب لها النجاح، فوحدة المسلمين أكبر من شطحات مراهق أو هرطقات فضائية دينية مفلسة تدار من عاصمة الاستعمار العجوز.