التوازن هو حالة الاستقرار أو التكافؤ في القدرات بين كتلتين متصارعتين، وفي حرب إعادة الشرعية اليمنية، تتفوق دول التحالف العربي على القوات الصالحوثية بشكل كبير، مما دفع العدو إلى استخدام الصواريخ الباليستية كموازن، محاولاً تحقيق التكافؤ في البعد الاستراتيجي كالتالي:* تستطيع الصواريخ الباليستية إشعال حرائق في المراكز المدنية، في عمق أرض العدو، وجعل المدنيين ينزفون الروح المعنوية، وفي الوقت نفسه يتم إجهاد الدفاعات التي عليها اعتراض كل صاروخ يطلق. وإذا كانت الصواريخ الباليستية دقيقةً، دمرت المنشآت العسكرية والبنى التحتية. فخلال «حرب المدن» في الحرب العراقية الإيرانية أدى ضرب طهران لانهيار المعنويات وفرّ أكثر من ربع سكانها، مما ساهم في اتخاذ القيادة قرار إنهاء الحرب.* استخدام رؤوس دمار شامل في القصف الصاروخي، ففي حالة اليأس قد تستخدم القوات الصالحوثية رؤوساً بيولوجية أو كيماوية. فقد صرح الرئيس اليمني المخلوع في 24 أغسطس 2015 مهددا الائتلاف «برد لا تعرفه»، مضيفاً «سنوجه إليكم رداً لا تعرفونه، ولا يدركها، ولن يدركها خبراؤكم، ولا مراكز دراساتكم «. وفي 27 ديسمبر 2015، قال إن «المعركة لم تبدأ بعد». وكشفت مصادر يمنية عن امتلاك صالح أسلحة دمار شامل يمكن أن تهدد الأمن الإقليمى، يحتفظ بها فى جبل النقم منذ الحرب العراقية الإيرانية.وجميع الدلائل تشير إلى ثلاثة أمور في مكونات المرحلة الباليستية الراهنة. الأمر الأول: ضرورة تجاوز القصور الذي يمنع قوات التحالف العربي من تكبيل صواريخ قوات العدو الصالحوثية بالعمل الاستخباري الجاد على الأرض وليس الصور الجوية فقط، فالصواريخ كما تعلمنا من «عاصفة الصحراء»، تقتل بالعمل البري والقوات الخاصة. الأمر الثاني: حرمان العدو من خلق التوازن الاستراتيجي لكي لا يسندهم على طاولة المفاوضات. الأمر الثالث: نجاح القوات الصالحوثية بالمرحلة الباليستية يعني نقل تجربة الصواريخ الباليستيه ونتائجها لمرحلة أعلى، ونقل الحرب لحيز مناورة أفضل للعدو. * بالعجمي الفصيح:في حرب لبنان 2006 وجه «حزب الله» صواريخه لمدينة حيفا وهدد بشن «حرب مفتوحة»، ولاحقاً وفي نفس اليوم، اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ثلاثة شروط لوقف إطلاق النار في لبنان. ففي حيفا أكبر مصفاة للنفط وصناعات كيمياوية ضخمة. فهل كانت قوات العدو القوات الصالحوثية تقوم «بتصفير» صواريخها لاستهداف المدن الصناعية التي لا تبعد عن مكة أكثر من 500 كلم؟* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
Opinion
أين تتجه المرحلة الباليستية بعد مكة!
02 نوفمبر 2016