قبل نحو ثلاثة أعوام بالتمام والكمال، أعلن الرئيس الأمريكي بارك أوباما من البيت الأبيض أن القضاء على تنظيم الدولة «داعش» يحتاج إلى ثلاثة أعوام، ولكي نقوم بتنشيط الذاكرة ننقل لكم هذا الخبر الذي تم نشره في تلكم الفترة. يقول الخبر «قال قائد القوات الأمريكية التي تحارب «داعش» في العراق وسوريا الجنرال جيمس تيري إن الحرب ستستمر 3 سنوات على الأقل قبل أن يتمكن التحالف من بلوغ نقطة تحول ضد المسلحين». وقال الجنرال تيري رداً على سؤال وجه له في مقر وزارة الدفاع بواشنطن عن التقدم الذي أحرز على الأرض في الحرب على «داعش» إن «أولى الضربات الجوية الأمريكية لم تمر عليها إلى أربعة شهور طالباً من الرأي العام التحلي بالصبر». وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة «رويترز» للأنباء إن «الحرب ستستغرق ثلاث سنوات على أقل تقدير». وذكر تيري أن «قصفاً جوياً أمريكياً مركزاً مكن مسلحي البشمركة الأكراد من السيطرة على 100 كيلومتر مربع من الأرض تقريباً في منطقة سنجار وطرد مسلحي «داعش» منها».لماذا حدد الأمريكان وقوات التحالف المدة التي ستستغرقها الحرب على «داعش» وأنها ستستمر لمدة 3 أعوام فقط؟ ولماذا لم يقضِ الأمريكان عليها خلال ثلاث ساعات وهم القوى العظمى على وجه هذه الأرض؟ بعد انقضاء المهمة المطلوبة والتي حددت بثلاثة أعوام كاملة -وكأنها رؤية نبي الله يوسف في سجنه- أعطت قوات التحالف وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية الوعد للعراق بضرب «داعش» في الموصل، حتى يقال إنها لم تكذب في موعدها وأن رؤيتها هي رؤية الأنبياء التي لا تخطئ الوعد، وحين انتهت المدة كما وعدناكم أيها العرب، ها هي الموصل تتحرر من «داعش»، فما أصدق رعاة البقر من «الكوبوي»!حين تم غزو دولة الكويت الشقيقة قالها الفنان أبوعدنان في رائعته «سيف العرب» حين رماها بهمز ولمز في وجه الأمريكان «قايل لكم مطبوخة، والله صدقوني مطبوخة»، وحين أعلن أوباما أن تحرير الموصل يحتاج نحو ثلاثة أعوام، كتبت حينها أن هذه مؤامرة مفضوحة، وها هي علاماتها تتكشف في وجوهنا ووجوه كل المنخدعين الذين يرضون بنبوءة قوات التحالف الغربي لرسم مستقبل المنطقة.ستتحرر الموصل، لكن ليس لأننا نريد ذلك وفي الوقت الذي نشتهيه، كلا وألف كلا، بل ستتحرر لأن الولايات المتحدة تريد ذلك الآن، ولأن الهدف المنشود من تأخير إعطاء الضوء الأخضر للقوات العراقية بضرب «داعش» قد تحقق بالكامل وأن الهدف المستور وراء التأخير قد تحقق أيضاً، فنحن نعيش في زمن الكبار وفي زمن لا نملك فيه القرار ولا الإرادة التي تتناسب وحجم معركتنا ضد العدو وضد الإرهاب، هذا كل ما في الأمر.