عام 2008 زارت الأميرة سبيكة بنت إبراهيم قرينة جلالة الملك ورئيس المجلس الأعلى للمرأة وزارة العدل ودعت من هناك إلى ضرورة وجود مبنى مستقل لمحاكم الأسرة وذلك لطبيعة تلك المحكمة ومرتاديها وخصوصية قضاياهم، ومنذ 2008 إلى اليوم لم يتحقق شيء.نحن نتحدث عن 8 سنوات ضاعت والله العالم كم سنحتاج من وقت إلى أن نخصص أرضاً ونضع ميزانية بناء ونضع تصاميم ونبدأ العمل وننتهي منه وميزانية نقل وتحديث؟ ربما نحتاج لـ8 أخرى، فنصبح كالسنوات العجاف السبع تتبعها ربما سبع أخرى ممكن أو غير ممكن أن نحصد فيها الثمار، إذا بقينا نفكر ونعمل بذات الطريقة التقليدية التي اعتدنا عليها، حيث يحتاج أي مشروع كي يرى النور إلى عشر سنوات على الأقل بسبب تعقيدات وبسبب عدم الاتفاق على الأولويات، وحين ننفذه بهذه السرعة السلحفائية نكون قد وضعنا الدراسة وفقاً لاحتياجاتنا قبل عشر سنوات، فلا يعمر المشروع عندنا أكثر من بضع سنوات حتى يزدحم ولا يعود يلبي الاحتياجات، والأمثلة كثيرة.. المطار أحدها!وعودة على مثالنا اليوم فإن سموها جاءت بفكرة يقال عنها خارج الصندوق، طرحت بدائل من الممكن أن تكون مخرجاً وحلاً لمسألة المبنى الخاص، بديلاً يغنينا عن فترة الانتظار لسنوات طويلة إلى أن تخصص الدولة الأرض والموازنة والتنفيذ لها، وبدون الدخول في تفاصيل الاقتراح، إلا أنه حل ممكن جداً وسهل وبسيط إن تضافرت المؤسسات المعنية وتعاونت على تحقيقه، ونكون قد أوجدنا حلاً للأسر التي ترتاد هذه المحاكم وحافظنا على خصوصيتها، وفي ذات الوقت منحنا فراغاً في المبنى القديم ممكن أن تستغله المحاكم النوعية الأخرى وكلها مكتظة بسبب ضيق المكان، والأهم تغلبنا على عقبة أو تحدي المكان والزمان والتمويل.لا يختلف اثنان على أن الإنجاز في فترة عصيبة كالمرحلة التي نمر بها الآن من تدنٍّ لمواردنا بسبب هبوط أسعار المورد الأساسي وهو النفط يستدعي منا أن نلتفت إلى قائمة احتياجاتنا ونعيد ترتيب أولوياتنا فيها، فنحدد الأهم فالمهم، ومن ثم نبدأ بالتفكير خارج الصندوق بحثاً عن مخارج جديدة وغير تقليدية تساعدنا على تلبية الاحتياجات في ظل تلك المتغيرات، فإن كان لنا نصيب من الإبداع فلا بد أن نبرزه هنا في مواجهة هذه التحديات، بالتفكير في البدائل والمتاح، التنوع في المخارج والحلول، نستطيع أن نجد الكثير من الأفكار بمشاركة الجميع ليس لمشكلة مبنى المحكمة الأسرية فقط، إنما للعديد من تحدياتنا ومشاريعنا التي ممكن أن تتعطل أو تؤجل بسبب هذه الظروف القسرية التي نمر بها.