بعد إجازة طويلة للسادة النواب، ها هم بدؤوا دور الانعقاد الجديد بطريقة «هزيلة»، مع كل التقدير والاحترام لهم، من خلال التطرق إلى موضوعات ليست مهمة بالدرجة الأولى، مثل انتقاد الدروس الموسيقية داخل المدارس الحكومية والخاصة، والمطالبة بوقف حفلات الغناء التي تقيمها هيئة الثقافة.التطرق لمثل هذه الموضوعات «يحبط» و»يغضب» المواطنين الذين ينتظرون بفارغ الصبر أخباراً مفرحة بعد فترة ماضية ليست جيدة، ينتظرون أخباراً مبشرة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة الصعبة، نتيجة انخفاض أسعار النفط عالمياً، وارتفاع ملحوظ لكلفة المعيشة في بلادنا، مقارنة بالسنوات الماضية، مقابل ثبات الدخل الأساسي «الراتب» لعموم المواطنين، وهو ما أثر جلياً على الكثير من الأسر البحرينية.أعتقد أن هناك الكثير من الموضوعات التي تعتبر ذات قيمة وأهمية للوطن والمواطنين والتي هي الأولى أن تطرح وباستمرار تحت قبة البرلمان، منها كيفية زيادة رواتب العاملين في القطاعين العام والخاص، في ظل غلاء المعيشة، وإيجاد آلية لتوظيف العاطلين عن العمل، خاصة الجامعيين منهم الذين يتزايد عددهم عاماً بعد عام، وهو أمر بالغ الأهمية، وله انعكاسات سلبية خطيرة على الوطن مستقبلاً، إذا استمر الوضع على حاله، إلى جانب التطرق إلى مسألة تطوير السياحة العائلية من خلال بناء مدن ترفيهية عالمية تخدم المواطنين والسياح خاصة الخليجيين منهم، إضافة إلى تطوير البنى التحتية من شوارع وجسور وأنفاق للحد من الازدحام «الجنوني» في شوارع المملكة، والارتقاء بالقطاعات الاقتصادية الحيوية وغيرها الكثير من الأمور.من وجهة نظري أرى أن هناك موضوعات أكثر أهمية في المدارس الخاصة والحكومية وهي تلك التي تتعلق بالشباب والشابات الذين هم مستقبل البحرين مقارنة بانتقاد الدروس الموسيقية، مثل موضوع «البويات»، و»الجنس الثالث»، والذي يتطلب وقفة جادة من قبل الجميع للقضاء على هذه الظواهر السلبية والسيئة، وبدلاً من دعوة النواب لوقف حفلات الغناء التي تقيمها هيئة الثقافة كان لا بد عليهم من الحديث عن إغلاق «الديسكوهات» و»منع الخمور» وغير ذلك، في المملكة فهي مواضيع أكثر أهمية. وما يلاحظ خلال الفترة الماضية، ما يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و»إنستغرام»، ومن خلال ما يتردد في الصحف المحلية من أن المواطنين أصبحوا غير متفائلين تماماً بمجلس النواب الحالي لتحقيق أبسط رغباتهم، وهو أمر غير صحي بتاتاً، لذلك نأمل من النواب الحاليين أن يستفيقوا لتحقيق ما هو واجب عليهم وما وعدوا به المواطنين لتحقيقه قبل فوات الأوان.* مسج إعلامي:اللقاءات المتواصلة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر مع الصحافيين والإعلاميين وكتاب الأعمدة تؤكد الدور المحوري للصحافة البحرينية في خدمة الوطن، ومساهماتهم في تحقيق تطلعات المواطنين، ومن هنا أبارك للأستاذ مؤنس المردي على انتخابه بالتزكية رئيساً لجمعية الصحافيين البحرينية لدورة جديدة، فكل التوفيق له ولأعضاء الجمعية الجدد، وكلنا أمل في تحقيق تطلعات الصحافيين والإعلاميين.
Opinion
.. وماذا بعد البداية الهزيلة؟
11 نوفمبر 2016