أعمل في مجال العلاقات العامة لمدة تربو على 15 عاماً، اطلعت خلالها على العديد من استراتيجيات التسويق للأفكار والترويج لها وعلى آليات تشكيل الرأي العام. ومازلت أؤمن بأن الصورة من الأدوات المؤثرة جداً، وأن هناك بعض الصور تغني عن ألف كلمة، وهذا بالضبط ما قام به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، عند مصاحبة صاحب السمو الملكي أمير ويلز ولي عهد المملكة المتحدة الأمير تشارلز وقرينته إلى سوق المنامة. إن اختيار سوق المنامة كان اختياراً ممتازاً لإعطاء الانطباع المطلوب عن مملكة البحرين، فالأسواق الشعبية تعج بمختلف أنواع مرتاديها وهي تعطي انطباعاً حقيقياً عن طبيعة الدولة وسكانها ونمط حياتهم وطباعهم.وها هو الأمير تشارلز يرى مملكة البحرين على طبيعتها ويتعرف عليها عن قرب عبر أسواقها الشعبية التي يرتادها جميع مكونات الشعب البحريني. لا نحتاج إلى خطاب طويل نشرح فيه لأي دولة أو جهة بأن البحرين دولة للتعايش، ولا نحتاج إلى وفود تجوب الدول وتنتقل بين المنظمات لتقنعها بأن البحرين دولة تكفل كل الحريات الدينية والعقائدية والفكرية، لا نحتاج تقارير تضم مئات الصفحات والمليئة بالتبريرات لكي نقنع المنظمات والدول الأجنبية بأن البحرين دولة قائمة على مبدأ الاحترام والتعايش. فعندما كان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان يصاحب الأمير تشارلز في سوق المنامة حيث يعتبر هذا المكان تحديداً نقطة التقاء حضاري لمختلف الثقافات التي تضمها مملكة البحرين، شاهد الأمير تشارلز التنوع والتعايش بنفسه فهناك وفي هذه البقعة التي لا تتجاوز البضعة كيلومترات بإمكان أي شخص أن يرى المسجد بالقرب من الحسينية وبالقرب من المعبد والكنيسة وغيرها من الأماكن التي تعكس الانفتاح الديني، وتلمس حس التعايش العالي الذي يعيشه كل من على هذه الأرض. هناك وفي غيرها من مناطق البحرين يستطيع أي زائر للمملكة أن يرى التسامح والتعايش بين مختلف مكونات الشعب ويستطيع أن يتأكد بنفسه بأن البحرين مثال عالمي للتنوع يجب أن يحتذى به.إن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان لزيارة سوق المنامة كان اختياراً رائعاً لكي يجعل الصورة توصل رسائل كثيرة وتوفر علينا الشرح والإثبات. فصورة سموه والأمير تشارلز في سوق المنامة ومرتادو السوق يحيطون به وصورة سموه والأمير تشارلز في المعبد البوذي صورة تغني عن ألف كلمة.