هل ستعود العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية من جديد بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟ لا نعلم ولكن الأيام القادمة ستكشف للعالم ذلك، فخطابات الكراهية والطائفية كانت واضحة المعالم في برنامج دونالد ترامب الانتخابي قبل فوزه، وهذا يجرنا إلى سؤال هل الرئيس الأمريكي الجديد عنصري بالفعل؟ أم أن تصريحاته كانت «فرقعة انتخابات»؟ وهل سينشق الشعب الأمريكي عن سياسة الولايات المتحدة وتصبح دويلات داخل دولة، وتكون السياسة الجديدة سبباً لسقوط الولايات المتحدة بعدما تربعت ولزمن طويل على عرش القوة والهيبة بلا منازع؟ ويكون ذلك أيضاً سبباً في تأزيم السياسات الخارجية خصوصاً مع الدول العربية والمسلمة؟خطابات دونالد ترامب وأفعاله بالأمس شخصية، فإذا كانت تسيء فهي تسيء إلى شخصه فقط، أما اليوم فهو مسؤول أمام شعبه والدول الصديقة والحليفة، فكل كلمة يتفوه بها وكل فعل يقوم به يفسر بمنظور عالمي، قد يشيد به العالم ويصفق له أو يجعل العالم في حالة تأهب لحرب عالمية ثالثة. شعارات أمريكا دائماً تتضمن الحقوق والحريات والمساواة والعدالة، ودائماً ما كانت توجه العالم لنبذ الطائفية أو العنصرية، فمن باب أولى أن تكون هي متمثلة بالرئيس الأمريكي، وتتمتع تصريحاته بأخلاقيات الرئاسة، أخلاقيات قائد مع شعبه وقائد مع الشعوب الأخرى، الصديقة والحليفة والشعوب التي لا حول لها ولا قوة، بالرغم من انتشار التعصب العرقي في فترة رئاسة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي أدت إلى انتشار صراعات مستمرة بين السود والبيض، بل أدت إلى عودة العنصرية بالوحشية القديمة، وكأن سياسة أمريكا تقول «الجمهور عايز كده»!دونالد ترامب وهيلاري كلينتون وجهان لعملة واحدة، فالسياسة الأمريكية واحدة وواضحة أيضاً، مع الشعب الأمريكي ومع دول العالم، ومن يعتلي ويتربع على عرش الرئاسة الأمريكية يكون خادماً لسياسة أمريكا، حتى وإن كانت تخالف قناعات الرئيس الشخصية، فهناك خطوط واستراتيجيات ومصلحة لا يمكن أن تنحني أو تبتعد عنها السياسة الأمريكية، تستطيع هذه السياسة أن «تقرص إذن الرئيس»، مثلما فعلت في فضيحة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، مع عشيقته مونيكا، أو تتستر على جرائم الحرب كما تسترت على جرائم جورج بوش الابن في حربه المستهدفة على العراق إبان نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.يقال «احذر من عدوك مرة واحذر من صديقك ألف مرة»، وهذا ينطبق تماماً مع البرنامج الانتخابي لكل من دونالد ترامب وهيلاري كلنتون، ربما بدا الرئيس ترامب واضحاً للجميع، بينما برنامج كلينتون لم يخرج عن سياق سياسة باراك أوباما الذي اتصف في آخر عهده في الرئاسة بالانفصام، فهيلاري كلينتون هي وجه آخر لباراك أوباما، وأوباما كانت سياسته ضعيفة بل رجعت بالولايات المتحدة إلى الوراء، وما علينا الآن إلا أن ننتظر قليلاً، لنرى ماذا سيفعل الرئيس الأمريكي الجديد؟ هل سيكون جاداً في قراراته وتصرفاته ويبتعد عن عنصريته التي لا تجني إلا الخسائر أم أنه سيقود أمريكا إلى القمة من جديد، كدولة مسؤولة ومن المفروض أن تكون حمامة سلام للجميع.