حتى الذين لا يعرفون أن البحرين مملكة تمتلك كل مقومات الدولة ولها تاريخها وإسهامها الحضاري في مسيرة البشرية واسمها ووزنها بين الأمم ولها مواقفها وكلمتها لا يمكن أن يصدقوا ما يروج له ذلك البعض الذي اختار العيش في الخارج ويعتبر نفسه «معارضة»، ولا ما تسوقه الفضائيات «السوسة» وعلى الخصوص فضائية «العالم» الإيرانية التي من الواضح أنها حصلت على الضوء الأخضر من حكومة الملالي لتسيء إلى البحرين عبر بعض برامجها التي تستضيف فيها بعض من لا يزال دون القدرة على الإدراك بأن إيران لا تدعمه من أجل سواد عيونه وأنه ليس في نظرها إلا أداة تستخدمها بغرض الإساءة إلى البحرين التي هي ضمن المخطط الإيراني الرامي إلى السيطرة على المنطقة برمتها.من يسمع ما يقال عبر تلك الفضائيات «السوسة» يعتقد أن الكلام يدور عن شركة أو مؤسسة أو ناد وليس عن دولة كاملة الأركان، ومن يسمع ما يقال عن البحرين يعتقد في لحظة أنه لا يوجد مكان للصح في هذه الدولة، وأن الخطأ يركبها من رأسها إلى أخمص قدميها، ومن يسمع ما تردده تلك الفضائيات يستغرب كيف أن من يعتبر نفسه «معارضة» يعتقد أنه هو الوحيد الذي يفهم في السياسة ويستطيع أن يبني دولة.هذا خطأ كبير تقع فيه «المعارضة» لأنه بالمنطق لا يمكنك أن تلغي دولة قائمة وتعتبر أنها فاشلة لمجرد أنك لا تستطيع أن تحد من تحليقك في الأحلام وتحقق المكاسب عبر الأدوات المتاحة لتحقيقها في الداخل، فالبحرين دولة على رأسها ملك وفر مثالاً للإصلاح أدهش العالم، وتديرها حكومة لها خبراتها الطويلة، وهي دولة مؤسسات يحكمها القانون، ولم يتوقف فيها البناء والنمو، وتسعى بكل ما تملك من إمكانيات إلى إسعاد شعبها الذي ظل على مدى الأزمان يتقاسم معها الحلوة والمرة.البحرين دولة لها اعتبارها ولا يمكن لسين أو لصاد أن يقلل من شأنها مهما «لعلع في الفضائيات السوسة»، فالعالم يرى أفعالها ولا يمكن أن يسمع ممن يمتلئ قلبه حقداً عليها ويسعى إلى الإساءة إليها بتضخيم الأحداث وبالتقليل من المنجزات.لو التزم ذلك البعض الموضوعية التي ينادي بها لأشار على الأقل ولو من بعيد إلى الإنجازات الكثيرة التي حققتها الدولة في مملكة البحرين والتي لم تتوقف يوماً رغم كل شيء، ولساعد نفسه على الأقل كي يظهر بمظهر الموضوعي فيكسب الاحترام، ذلك أنه ليس ممكناً أن تستمر دولة في النمو وتحقق الإنجازات لو كانت فاشلة أو لا يعرف مسؤولوها كيفية إدارتها. الخطأ الذي يرتكبه ذلك البعض وتعينه عليه وتشاركه فيه الفضائيات «السوسة» يضره أكثر مما يضر الدولة في البحرين، حيث الاستمرار في هذا النهج يدفع العالم إلى الاقتناع بأن أمراً ما تم التخطيط له ويهدف إلى الإساءة إلى البحرين، وأنه ينفذ بإيعاز من حكومة الملالي التي توفر كل أنواع الدعم المطلوب.وقوع الحكومة في بعض الأخطاء أمر طبيعي، وهو يحدث في كل الدول، فمن يدير الحكومة بشر، والخطأ عند البشر وارد ويتم تداركه لاحقاً. لم يقل أحد إنه لا توجد أخطاء لدى الحكومة أو المسؤولين، بل إن الدولة في البحرين تكشف تلك الأخطاء أمام الجميع وتواجهها بشجاعة وتسعى إلى تصحيحها ولا تخفي شيئاً من هذا القبيل.بالمناسبة، تسعى الفضائيات «السوسة» وبمساعدة من ذلك البعض إلى زعم أن كل ما تقوم به الدولة في البحرين من أعمال مهمة ومقدرة هو لذر الرماد في العيون وأن كل الأرقام التي تعلن عنها غير حقيقية! يكفي هذا مثالاً للتدليل على مستوى تفكير ذلك البعض و«فضائياته السوسة».