مع قرب انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في مملكة البحرين الشهر المقبل، يترقب الشارع الخليجي اتخاذ خطوات ملموسة للإعلان عن الاتحاد الخليجي، فالجميع أصبح يدرك أهمية هذا الأمر الذي بات مطلباً أساسياً خلال الفترة المقبلة خاصة بعد التطورات والتداعيات السياسية والاقتصادية التي حدثت في السنوات القليلة الماضية، أبرزها التدخلات الخارجية البغيضة في شؤون دول الخليج العربي، فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة عالمياً بسبب انخفاض أسعار النفط. صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر أكد خلال استقباله بقصر القضيبية مؤخراً عدداً من سفراء دول مجلس التعاون والدول العربية والصديقة لدى مملكة البحرين، وجموعاً من المواطنين ورجال الأعمال ورؤساء الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الفكر والصحافة والإعلام والمسؤولين، أن الاتحاد الخليجي هو الهدف الذي لا مناص عنه، وهو ضرورة تفرضها المرحلة لما تموج بها من تحديات أمنية واقتصادية وأخطار جسيمة لا يمكن مواجهتها إلا بتقوية التعاون والانتقال به إلى مرحلة الاتحاد، وأن القمة الخليجية المقبلة في البحرين ستكون فاعلة يقيناً على صعيد التعاون بما يقوي البيت الخليجي ويزيد تماسكه.تأكيد هذا الأمر من شخصية تتمتع بأقصى درجات الحكمة والخبرة وبمكانة الأمير خليفة بن سلمان يدل على أهمية وضرورة «الاتحاد الخليجي» الذي سيقوي دولنا في مختلف الميادين والأصعدة خاصة السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية، وأعتقد أنه في حال الإعلان عن الاتحاد ستكون دول الخليج قوة عالمية، خاصة وأنها تتمتع بموقع جغرافي مميز، وتستحوذ على نسب عالية من احتياطي النفط والغاز الطبيعي على مستوى العالم. إن الاتحاد الخليجي سيكون بمثابة فرصة حقيقية لخلق شراكات اقتصادية واتفاقات تجارية لدول الخليج العربي مع باقي دول العالم خاصة وأن حجم التجارة البينية بين دول المنطقة بلغ في العام الماضي 2015 قرابة 146 مليار دولار، بحسب إحصاءات رسمية، وهذا الرقم الكبير يدل على قوة الاقتصاد الخليجي في العديد من القطاعات منها المصارف والتأمين والسياحة والخدمات اللوجستية ومشتقات الألمنيوم والنفط والغاز وغيرها من القطاعات. * مسج إعلامي:تحول «الاتحاد الخليجي» إلى حقيقة على أرض الواقع سيجعل العديد من الدول التي أضرت بدول المنطقة تفكر «ألف مرة» قبل الحديث عن أي أمر يتعلق بدول الخليج العربي، ونأمل جميعاً الإعلان عن هذا الاتحاد من أرض بلادنا البحرين بإذن الله.