الرأي

من ميدان الحياة

رسائل حب


* هل ستغير أسلوبك: كلما مر عليك موقف حياتي في تجربة جديدة وفريدة من نوعها، فإنك وبلا ريب تتحصن بسياج من المشاعر تجعلك تستخدم الأسلوب الأمثل في معاملاتك الحياتية مع الآخرين بمختلف شخصياتهم.. من هنا يتبادر إلى الأذهان هذا السؤال: هل ستغير أسلوبك؟ وهل ستكون الشخصية المؤثرة الصامدة أما مواجهة تيارات الأمزجة المتقلبة؟ الإجابة المقنعة بأن تقلبات الأمزجة النفسية لدى البعض، وتصرفاتها الفاترة والمزعجة، تفترض عليك أن تكون شخصية مقنعة في تصرفاتها وأسلوبها المتوازن الذي يعطي كل ذي حق حقه من الاهتمام بحسب المزاج الحياتي.. إن فلسفة التغيير في أسلوب التعامل هي فلسفة ثابتة في محاورها، قائمة على أساس استبدال الرؤى في المواقف المختلفة، والاستعاضة عنها برؤى تتناسب وطبيعة المكان والزمان والأفراد.. حتماً أنت ستكون قادراً على تغيير أسلوبك حتى تنجح ولا تتعب مع رياح النفوس الهوجاء!!
* مضمار السباق: في تحدٍ غير مسبوق قرر الحصان أن يمسك زمام المبادرة للتحدي في مضمار السباق ليظفر بالفوز والوصول إلى نقطة النهاية.. فحزم أمتعته واستعد جيداً لهذا التحدي الذي قرر دخوله بعد سلسلة من الإخفاقات والترسبات النفسية المحبطة التي بثتها في نفسه قوى الخصوم العنيدة منذ فترة من الزمن.. لم يكن الدخول قائماً وفق قرار لحظي، بل وفق ترتيب وتدريب مسبق واستفادة مثلى من خرائط التجارب المتعددة التي حصنته بمهارات وفطنة في اتخاذ القرارات المناسبة على طول الطريق.. وبدأ السباق المصيري الذي يتحدى فيه الحصان كل سهام الغدر وطيش الجمهور الأرعن.. هو في حد ذاته مهارة فذة في التعامل الأولي مع مقتضيات السباق.. فانطلق بقوة يسابق الزمن ويقطع المسافات بخطى ثابتة وبنظرات ثاقبة ترنو إلى الأفق البعيد الذي يراه قريبا بهمته العالية وقدرته على تخطي الصعاب والعراقيل.. بالفعل استطاع أن يقطف في سباقه العديد من الثمرات في طريقه فلم تكن نظراته مشتتة بل استطاع أن يبصر في محطات الاستراحة في مضمار السباق ذلك التشجيع المعنوي والتصفيق المتواصل من الجمهور، في حين لم يلتفت البقية لذلك التشجيع من أنصارهم، لأن غايتهم تركزت على الجري السريع بلا مقومات واضحة.. ثم تحقق النجاح المنشود.. وفاز الحصان بالسباق وبجدارة وهو يحمل في جعبته العديد من ثمرات النجاح.. واستمتع الجمهور الحاشد بمهاراته وابتسامته التي فرضته احترامها.. فصفقوا له كثيراً واعتلى منصة التتويج متربعاً على عرش الصدارة والقيادة.. سيظل هذا الحصان تجربة نجاح رائعة نستلهم منها العظات في طريق الحياة..
* سترحل: هل حزمت أمتعتك جيداً استعداداً للرحيل الصعب من دنيا البشر؟ حقيقة لا بد أن تعيها جيداً بأن هناك لحظات حاسمات من حياتك سيتوقف عندها كل شيء.. وستكون حينها نسياً منسيا! أنت كما أنت تغدو في مسير الحياة.. وتكتب قصتك.. وتركض من أجل كسب لقمة العيش.. وتخطط لبناء مسكنك.. وتكافح من أجل أن ترتقي في وظيفتك.. فتعادي هذا وتختلف مع هذا وتهمز وتلمز وتغتاب وتمشي بالنميمة.. من أجل مكسب مادي مؤقت.. ثم تكون النتيجة.. الرحيل الموجع بلا استئذان.. حكاية عجيبة تلزمنا أن نغرس في أنفسنا أكسير الحب لنبتعد بعد مفعوله عن تفاهات النفوس وأوجاع الحياة.. ما أجمل أكسير الحب الذي يتغلف بماء الإيمان فهو المنقذ للنفوس من الإزعاجات المتكررة، وهو الأكسير النافع لاستنهاض الهمم وتقوية النفس للاستعداد الأمثل ليوم الرحيل.. كن مستعدا كما تستعد دائما لمواعيد الحياة.. فالموعد المهم الذي تستعد له في كل يوم لا تعرف متى ستكون على عتابته.. لذا فكن أنت المبادر بأعمالك الفاضلة المقربة إلى رب البريات.. حينها سترحل بنجاح..
* عمل الخير: يقول المولى تعالى: «فاستبقوا الخيرات» أي سارعوا إلى الخيرات وبادروا بعملها. وورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب. ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش. فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له. قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في هذه البهائم لأجراً؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر» متفق عليه. جميل جداً أن تحول حياتك إلى مساحات للخير تزرع فيها ما لذ وطاب من الزروع والثمار.. فحياة الخير هي البركة التي تلقي بظلالها علينا جميعاً إن أحسنا الصنيع في أوقات الحياة الكثيرة.. فطرق الخير وأبوابه كثيرة لا تحصر، وبإمكان المرء أن يتمثل بها في كل لحظة وفي كل التقاء مع الآخرين دون الحاجة إلى المزيد من التخطيط.. فلا بد أن يبقى المرء على المساحات البسيطة في حياته ليقدم فيها ما يستطيع من «أبواب الخير» حتى لا ينقطع عمله.. فقط اكتشف كل ملامح الخير حتى تقتنص فرصها الثمينة في كل زمان ومكان.
* آمنا في سربه: لديك قوت يومك وآمن في بيتك ومعافى في جسدك وقد ألبسك المولى الصحة والعافية.. فأنت حينها قد بلغت أعلى مراتب الخير.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنهما حيزت له الدنيا بأسرها». يتأفف المرء كثيراً لأتفه الأسباب.. في الوقت الذي لا يشكر فيها المولى تعالى على نعمه البسيطة التي يمشي بها في حياته.. «الصحة والعافية، وقوت اليوم، والأمن في المسكن».. هي مقومات أساسية للسعادة.. فاسجد شكراً للمولى الكريم على هذه النعمة في كل يوم..
* ومضة أمل:
تحية إكبار وتقدير لأصحاب الأخلاق الرفيعة والأذواق السامية.. هم بالفعل كنوز لا بد أن نحافظ عليها.