من عاداتي السيئة أنني أحمل هاتفي النقال معي إلى الفراش، فهذه هي الفترة الوحيدة التي أستطيع فيها تصفح وسائل التواصل بهدوء، وبينما أنا أتصفح برنامجي المفضل الـ «انستغرام»، شدتني صورة لسمو الشيخ ناصر بن حمد يقود فيها طائرة هليكوبتر، وعلق على الصورة «إلى قطر والعودة بطريقة تعطينا واقع أقرب»، حيث كان سمو الشيخ ناصر يقود الطائرة الهليكوبتر شخصياً لحضور حفل تكريم سموه بجائزة «الاينوك» للتميز الرياضي، والمقام في دولة قطر الشقيقة. أعتقد أنني نمت مباشرة بعد أن تمعنت في الصورة كثيراً، فحلمت بأنني أنطلق في قطار وبجواري العديد من النساء، فسألتهن: إلى أين تتجهن بالقطار؟ قالت إحداهن سأذهب إلى الكويت لتقديم واجب العزاء لأقربائي هناك، وقالت أخرى، قررت أن أصحب أبنائي لزيارة دبي وقضاء عطلة نهاية الأسبوع للتنزه والترفيه، وقالت أمرأة أخرى، أنا سأتوقف في السعودية وتحديداً في الأحساء، لدي مشروع صغير أتاجر فيه وأنوي أن أتزود ببعض البضائع من هناك، وقالت إحداهن، أنا سأذهب إلى عمان لحضور دورة تدريبية ستقام في مسقط، وذكرت أخرى، أما أنا فسأذهب لزيارة عمتي في الدوحة. التفتت إلي إحداهن وسألتني: إلى أين تتجهين؟ فسألتها: لا أعرف، إلى أين يمكنني الذهاب بهذا القطار؟ فضحكت وقالت: هذا هو قطار الاتحاد الخليجي العربي، تستطيعين أن تذهبي إلى أي دولة في الخليج العربي عبر هذا القطار، وهذه هي الكابينة المخصصة «للنساء»، وهناك كبائن أخرى للركاب، وهناك مكان مخصص لنقل البضائع، ويمر هذا القطار في كل دول الخليج العربي من البحرين مروراً بالسعودية فقطر فالكويت والإمارات فعمان.فسألتها وعلامات التعجب تظهر بوضوح على وجهي وأنا أكرر «قطار»، «اتحاد الخليج العربي»!! قاطعتني قائلة: ما خطبك يا دكتورة!! ألم تسمعي بخبر الاتحاد الخليجي الذي انطلق في قمة مجلس التعاون؟! ولأن الأحلام الجميلة دائماً ما تنقطع، صحوت على صوت جرس الهاتف المزعج، وتبدد الحلم، حاولت أن أعود للنوم لعل الحلم يتواصل، ولكن للأسف..كان حلماً جميلاً جداً، حلماً نتمنى أن يكون «واقعاً قريباً» كما ذكر سمو الشيخ ناصر بن حمد. فعندما ذهب سمو الشيخ ناصر بن حمد بالهيلكوبتر من البحرين إلى قطر الشقيقة جسد المعنى الفعلي الذي نكرره دائماً بأن خليجنا العربي كالبيت نخرج من غرفة لندخل لغرفة أخرى، لا حدود توقفنا، ولا مسافات تبعدنا، خليجنا متحد، وها هو التمرين الأمني الخليجي «أمن الخليج العربي 1» هو شاهد آخر على اتحادنا العسكري، والشواهد كثيرة. فهل سيكون الاتحاد الخليجي ثمرة من ثمار القمة الخليجية المرتقبة في ديسمبر المقبل؟