المنتدى الخليجي الرابع للإعلام السياسي الذي نظمه معهد البحرين للتنمية السياسية حمل هذا العام شعار «الإعلام والهوية الخليجية»، حيث أثار المنتدى مشاعرنا الوطنية كثيراً، فقد كانت أوراق عمل المتحدثين في الجلسات محط تساؤل عن الهوية الخليجية، وذلك الأمر ترك في نفوس المشاركين تساؤلاً وهماً حمله البعض على عاتقه في كيفية تعزيز الهوية الخليجية والمحافظة على الكنز المتواراث من جيل إلى جيل. بالطبع الهوية مرتبطة بالبعد الثقافي، وثقافة أي مجتمع هي بمثابة مقياس واضح تقاس به حياة الشعوب بكل تفاصيلها الحياتية، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والهوية أشبه ما تكون بمخزون لثقافة المجتمع، وتبرز الهوية في أكثر من وجه منها اللهجة والزي حتى بأدق تفاصيل الزي أو اللباس من حيث نوع القماش وشكل التطريز بألوانه، فمتى ما حافظ الفرد على هويته كان الانتماء الحقيقي إلى مجتمعه، ومتى ما انسلخ عن هويته أصبح شاذاً وسط مجتمعه مبتعداً عن ثقافة أمته.أكثر ما يميز الشعوب هي اللهجة بجانب ملامح الوجه والزي الشعبي، واللهجة البحرينية متميزة جداً بين أخواتها لهجات دول الخليج العربي، كتميز اللهجة السعودية والإماراتية والعمانية والكويتية وتتشابه كثيراً مع اللهجة القطرية، اللهجة البحرينية وبمرادفات بعض الكلمات تميز الشعب البحريني ما يجعلنا نشعر بالفخر والتفرد، الكلمات النابعة عن الأصالة البحرينية، أصالة فرجانها بعوائلها الأصيلة، ودواعيسها التي تشهد تاريخ هذا الوطن الجميل، كلمات جميلة بات البعض يسخر منها وبات آخرون لا يهتمون لأن ينسلخوا منها، أما البعض فأصبح مهجناً يدخل لهجات بعض الدول وبعض الكلمات التي لا تنتمي إلى البيئة البحرينية، حتى أصبحت اللهجة البحرينية مهجنة «ما ينعرف لها أصل»، وهم لا يدركون بأن هذا الانسلاخ يعني انسلاخ الثقافة وانسلاخ الهوية البحرينية.أعددت برنامجاً تلفزيونياً مع الزميل الإعلامي وليد الذوادي اسمه « لمسيان» ومن تقديم الجميلة رقية محسن وإخراج المبدع راشد الجميري، وهو برنامج بحريني شعبي تراثي تميز باللهجة البحرينية واللباس الشعبي البحريني الأصيل، بمعنى آخر، برنامج بالهوية البحرينية، وقد لاقى هذا البرنامج شعبية ليس في البحرين فقط بل بين دول مجلس التعاون، حيث كان يحاكي أيضاً مجتمعات دول الخليج، فالثقافة واحدة، حتى وإن اختلفت اللهجات، هذا البرنامج هو نموذج للحفاظ على الهوية البحرينية، على الإرث الجميل الذي يجب أن يتناقل من جيل إلى جيل حتى تبقى الهوية موروثة إلى أن تقوم الساعة، أيضاً يتميز البرنامج الإماراتي «علوم الدار» بحضور اللهجة الإماراتية، والجميل أن برنامج «الراي» في تلفزيون البحرين أيضاً حرص على أن يحتفظ بالهوية البحرينية من خلال اللهجة البحرينية الجميلة أثناء تقديم فقرات البرنامج، فهذه البرامج نماذج بسيطة للوعي في الحفاظ على الهوية من خلال لهجة البلد.الجهاز الإعلامي في الإذاعة والتلفزيون له دور كبير في تعزيز الهوية البحرينية، منها اللهجة بمفرداتها وكلماتها القديمة الجميلة، لا بد من التنوع ولا بد أن تكون اللهجة البحرينية دارجة دائماً في البرامج الإعلامية، أثناء التقديم والابتعاد عن اللهجات المصطنعة، التي لا تمت إلى مجتمعنا بصلة، جميع اللهجات جميلة على لسان شعوبها، اللهجة المصرية واللبنانية والمغربية والسعودية والكويتية كل اللهجات جميلة، لكن الأجمل أن نحافظ على لهجتنا ولا نبخسها فهي بالأول والتالي تعرف الأمم انتماءنا وتعرفهم عمق تاريخنا وإلى أي مدى تمتد جذورنا على هذه الأرض.معهد البحرين للتنمية السياسية يقيم كل عام منتدى يجمعنا نحن دول الخليج ويحاول من خلاله أن يلملم كياننا الخليجي في أوجه كثيرة، كل التقدير لمعهد البحرين للتنمية السياسية على جهوده الواضحة، ونبارك لمسؤوليه ومنتسبيه نجاح المنتدى.
Opinion
اللهجة البحرينية تميز هوية مجتمعنا الأصيل
20 نوفمبر 2016