الكلمة التي ألقاها الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، قائد التمرين الأمني المشترك، في ختام فعاليات التمرين المشترك للقوات الأمنية بدول مجلس التعاون «أمن الخليج العربي 1»، تضمنت العديد من العناوين المهمة والتي ينبغي التأكيد عليها خصوصاً في مثل هذه الظروف غير العادية التي تمر بها المنطقة وتنذر بالكثير من الشرور. أول تلك العناوين هو التحديات والتهديدات التي كثرت في المنطقة وعلى رأسها تهديد الإرهاب الذي صرنا نعاني منه وبإمكانه أن يدمر مجتمعاتنا، فهذا التهديد يتطلب مواجهته من قبل الجميع ككتلة واحدة متماسكة قوية وإلا تمكن من الجميع. الإرهاب يمكن أن يتمكن من المنطقة لو لم تتم مواجهته بشكل جماعي ومن دون أي تأخير. وثانيها أن هذا التمرين شكّل نقلة رائدة على طريق مسيرة التعاون الأمني بين دول مجلس التعاون ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الأمني الميداني على أرض الواقع، والأكيد أن تمرينات أخرى لاحقة سيشهدها الجميع خصوصاً بعد النجاح اللافت الذي حققه التمرين الأول. ثالث تلك العناوين هو أن «ما كان بالأمس تخطيطاً نظرياً أصبح اليوم واقعاً عملياً ميدانياً» حيث عزز التمرين المشترك الثقة لدى الجميع بالعمل المشترك وروح الفريق الواحد «فأدرك كل واحد منا معنى وأهمية العمق الأمني»، ووفر قناعة بأن الجميع مطالب بالبناء على هذا العمل وتطويره. أما رابع تلك العناوين، ولعله أهمها، فهو أن التمرين هو «الجواب الأمني الموحد لمن أراد أن يعبث بأمن بلداننا»، مؤكداً أن تمرين الخليج العربي 1 «وضّح حدود الخارطة الأمنية لدول المجلس، وأكد بأن أمننا الداخلي كلٌ لا يتجزأ». الوزير أكد في كلمته المختصرة لكن البليغة - والتي كانت بمثابة رسالة إلى من يهمه الأمر من الجيران الذين لا يحفظون حق الجيرة وتم اكتشاف مخططاتهم بعد تبين حيلهم وألاعيبهم - على أمر خامس مهم هو أن علينا أن نعمل لنحافظ على نعمة الأمن والاستقرار فنعد لذلك ما استطعنا من قوة مصداقاً لقول الباري عز وجل «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».نحن إذن أمام تجربة جديدة ومهمة للغاية، وفرت مثالاً عملياً على أن التكتل بات ضرورة للتمكن من كل من يريد بدول التعاون السوء، وهم في ازدياد، وهذا يعني أن الحاجة إلى العمل الجماعي في مختلف المجالات تزداد يوماً بعد يوم لهذا السبب وبسبب الإيقاع السريع للأحداث والذي يصعب معه أحياناً التنبؤ حتى بما قد يحدث في آخر النهار. كل ما يحدث حالياً في المنطقة يدفع دول الخليج العربية نحو التعجيل بتنفيذ مشروع التحول من صيغة التعاون إلى صيغة الاتحاد التي أشبعت بحثاً ودرساً وتأكد الجميع أنها الطريق الأسلم والأكثر ضمانة لأمن واستقرار دول الخليج العربية. لا بأس أن يتم ذلك بعد غد ولكن ألف بأس وبأس لو تم إرجاؤه إلى بعد بعد غد، خصوصاً وأن كل متطلبات التحول المنشود متوفرة ولا ينقص الأمر إلا القرار الذي تؤمل شعوب التعاون أن يتخذه القادة في اجتماع القمة المقبل في المنامة. التمرين المشترك الذي استمر ستة عشر يوماً وشاركت فيه قوات الأمن من مختلف دول مجلس التعاون أوصل رسالة قوية إلى كل من تسول له نفسه الإساءة إلى إحدى دول المجلس ملخصها أن أمن هذه الدول واحد وأن أي إساءة إلى أي دولة من دوله إساءة إلى كل دول المجلس بلا استثناء وأن هذه الدول ستواجهه مجتمعة ومن دون تردد. كلمة وزير الداخلية وما تضمنته من عناوين أكدت أن التحول إلى الاتحاد الخليجي ضرورة وبدت كما البشارة.