منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي في 25 مايو 1981، استشعرت دول المجلس ضرورة تشكيل تحالف عسكري لحماية ثرواتها من الأطماع الخارجية والمخططات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، وكانت مملكة البحرين هي المحطة الرئيسة في إقرار تشكيل قوات درع الجزيرة في عام 1982 في اجتماع المجلس بدورته الثالثة.ووسط ما مرت به المنطقة من حروب ومؤمرات إنقلابية ومشاريع التقسيم، فأن مملكة البحرين قد عادت إلى دورها الريادي في المجال الأمني بأن تكون الانطلاقة الأولى في احتضان التمرين المشترك للقوات الأمنية بدول مجلس التعاون وذلك لإيصال رسالة مهمة مفادها أن «البيت الخليجي قد يختلف ولكنه متوحد في حماية أراضيه وشعوبه».ما تميز به التمرين الخليجي المشترك هو وجود تجهيزات حديثة من التقنيات والمعدات وأفكار جديدة يمكنها مواجهة كافة التحديات الأمنية الراهنة، إلا أن نجاح هذا التمرين في مملكة البحرين جاء نتيجة الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، من خلال توجيهاته في توفير جميع السبل لإنجاح هذا التمرين لما له من أهمية على المستويين المحلي والخارجي. كما كان متوقعاً أن تحظى هذه الرعاية نفسها من قبل الرجل الأول وقائد المنظومة الأمنية بالمملكة من قبل معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، والذي شهد تحضيرات هذا التمرين ووقف على جميع مفاصله ليحقق غاياته، وهي تحقيق الوحدة الخليجية لمواجهة الأعمال الإرهابية التي تستهدف الخليج العربي.ويمكن تلخيص الرسالة التي وجهها التمرين الأمني الخليجي المشترك في أن الخليج العربي باعتباره منبعاً للكثير من الثروات ومحط أنظار الدول العظمى بالعالم، وكونه يسهم بعجلة الاقتصاد الدولي والمتحكم الرئيس في مجموعة من المبادرات التي تقودها الدول العظمى، فإنه مهما اختلفت وجهات النظر في مجموعة من القضايا الخارجية إلا أن القلب والأرض الخليجية موحدة.غير أن الوضع الراهن يتطلب كشعوب خليجية العمل على دعم هذه المبادرات التي تتوحد فيها دول مجلس التعاون، فالعالم يسير نحو تحالفات إقليمية لصد جملة من المخططات التي تعطي للدول العظمى الاستمرار على الساحة الدولية، ولكن وجود هذه المبادرات من قبل قادة دول مجلس التعاون هي بحد ذاتها دفعة لشعوب الخليج بأن يعززوا ويطرحوا مبادراتهم في تأسيس جبهة متحدة وعلى رأسها جهاز إعلامي خليجي موحد يدار من قبل الأمانة العامة لدول الخليج العربي بطاقات إعلامية شبابية تدعم كل الخطط الرامية لسد الثغرات التي تسببت بها وسائل الإعلام المعولمة التي استهدفت جهودها تغيير النمط الثقافي وذلك للتحكم بشعوب المنطقة لتنفيذ غايات هدفها زعزعة أمن واستقرار المنطقة.إلى ذلك، فإن التمرين الأمني الخليجي المشترك الأول جاء صرخة حقيقية بوجه كل النوايا التي تريد للكيان الخليجي أن يتفرق، كما اعتبر درعاً واقياً بوجه الإرهاب والإرهابيين، فكم دولة خسرت أراضيها وثرواتها وكان سببها ميليشيات إرهابية تمت صناعتها من الداخل حتى يتحقق ما يربو للغرب وللشرق، من أجل تحطيم الوحدة الخليجية لإضعافها والهيمنة على كل قطرة دماء بها.* زاوية محلية:لماذا لا يستحدث القائمون على وزارة المواصلات والاتصالات تطبيقاً إلكترونياً لمعرفة جداول محطات باصات النقل على أن تتوفر به معلومات كأوقات الرحلة والزمن المتوقع للوصول إلى الوجهة التي يريدها الراكب، حيث سيعكس هذا التطبيق مدى التطور الذي وصلت إليه المملكة في مجال المواصلات. * رؤية:النجاح لا يأتي بسهولة، ولكن لا يحلو هذا النجاح إلا بفشل قد يجعلك أقوى من الأمس.
Opinion
«أمن الخليج العربي 1».. الدرع الواقي في مواجهة الإرهاب
21 نوفمبر 2016