هنا صورتان متناقضتان، ففي الوقت الذي لم تتوقف الحكومة رغم كل الظروف الصعبة ومحاولات التخريب التي شهدتها البلاد في السنوات الخمس الأخيرة على وجه الخصوص عن العمل والإنتاج والسعي المخلص لدعم مسيرة النهضة التنموية في مختلف المجالات في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، لم يتوقف ذلك البعض الذي رضي أن يتحول إلى أداة في يد الأجنبي عن الإساءة إلى البحرين ومحاولة التقليل من الإنجازات ووضع العصي في كل دواليب التقدم. صورتان، الأولى تعبر عن الرغبة الفائقة في البناء كي تواصل البحرين دورها الحضاري والإنساني وكي يرتقي المواطن وتتحسن معيشته فيشارك في التنمية بفاعلية، والثانية تعبر عن الرغبة الفائقة في الهدم كي يتمكن الأجنبي من تحقيق أهدافه، فمكاسب هذا الفريق لا تتحقق لو استمر البناء واستمرت التنمية واستمرت الإنجازات، ولأن العاقل في كل مكان لا يمكن أن ينحاز إلى من يسعى إلى الهدم لذا فإن هذا الفريق خسر الكثير خلال السنوات الخمس الماضيات بينما عاد إلى الحكومة الكثيرون من الذين اختاروا الطريق الخطأ أو لم يتمكنوا من قبل من تحديد موقفهم لسبب أو لآخر. الحكومة لم تتوقف عن العمل والبناء حيث شهدت السنوات الخمس الأخيرة إنجازات كثيرة، بينما لم يتوقف ذلك البعض عن الإساءة للبحرين ومحاولات الهدم، لذا فإن من الطبيعي أن يقف المواطنون إلى جانب الحكومة ويتخذون موقفاً سالباً من ذلك البعض، إذ ليس من المنطق أن يقف المواطن إلى جانب من يحمل معاول الهدم ويسيء إليه وإلى الوطن ويجعل مستقبلهما غامضاً. هذا يعني باختصار أن الحكومة اختارت الطريق الصح، بينما اختار ذلك البعض الطريق الخطأ، ويعني أن المواطن، وهو يرى العملين بوضوح، سيقف مع من اختار الطريق الصح وسيتخذ موقفا سالباً من الذي اختار الطريق الخطأ. ولأن ذلك البعض أقحم نفسه في العمل السياسي وهو لا يمتلك فيه أية خبرة لذا فإن الأكيد أنه سيستمر في طريق الخطأ وسيرتكب المزيد من الأخطاء، بينما ستستمر الحكومة في البناء وتحقيق المنجزات وستواصل العمل على ارتقاء حياة المواطنين، والنتيجة المنطقية لكل هذا هو أن من لا يزال حائراً ودون القدرة على اتخاذ موقف واضح لن يتأخر بعد الآن، أو هكذا يفترض، عن اتخاذ موقف سالب من ذلك البعض الذي يكون باختياره طريق الخطأ قد أكد أنه دخل البحر من دون أن يكون متمكناً من السباحة فيه بل لا يعرف كيف تكون. فارق الخبرة بين الطرفين يجعل الحكومة تنتصر، وعدم توقفها عن بذل الجهود التي تعزز الإنتاجية وترتقي بالأداء يجعلها تنتصر، وإصرارها على مواصلة مسيرة النهضة التنموية في كافة المجالات يجعلها تنتصر، بينما ضعف خبرة ذلك البعض وإصراره على مواصلة أعمال التخريب والاعتقاد أن السير في هذا الطريق سيوصله إلى تحقيق المكاسب يجعله يذوق طعم الهزيمة يومياً، وفي كل حين. «المملكة ستواصل نهجها التطويري والتنموي لتحقيق المزيد من المنجزات الوطنية في كافة القطاعات، وبالشكل الذي يلبي تطلعات المواطنين في مزيد من الرفاهية والتقدم والازدهار»، هذا ما يؤكده ويصر عليه حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى في كل مناسبة، وهذا ما يرى العالم الحكومة وهي تعمل على ترجمته على أرض الواقع بكل جد واجتهاد. وهذا كله يعني أن المملكة تعمل ضمن استراتيجية واضحة تعينها على تحقيق كامل الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وهو يعني أيضاً أن ذلك البعض الذي يفتقر إلى الاستراتجية والوسيلة وكل أدوات الخير والعطاء لن يتمكن من تحقيق أي مكسب وسينتهي سريعاً.