-ثقافة: في ظل الانفتاح الإعلامي والاجتماعي المتنامي، ومع سهولة الحصول على المعلومة، وفي ظل «القرية الصغيرة» المنعزلة التي نعيش فيها من خلال هواتفنا النقالة، أضحت اللقاءات الثقافية والحوارية والاجتماعية في عزلة شعورية عن واقعنا المعاصر، ولم تعد تتمتع بوسائل جذب لشبابنا الذين وجدوا ضالتهم في مساحات القرية الصغيرة وباتوا يتواصلون مع كل العالم بلا استثناء.. ولا أخفيكم سراً وفي ظل هذه الأجواء التي سيطرت على مجتمعاتنا، إلا أني سعدت كثيراً بحضور اللقاء الثقافي بمركز الجزيرة الثقافي بحالة بوماهر بالمحرق والذي استضاف من خلاله سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية في حديث شيق عن التحديات التي تواجه ثقافة الطفل، حيث أطل الدكتور السيد من خلال محاضرته إطلالة جميلة على خبرته وحبه للكيان الطفولي والذي وثقه في إصداراته القصصية للأطفال التي تحاكي الأمن والسلامة وغرس القيم والأخلاق الفاضلة في نفوس الأطفال.. الملفت في هذا اللقاء أن أغلب الحضور هم من المثقفين المختصين في مجال الطفولة، ومن جيل الآباء والأجداد من أهالي المحرق الشماء.. هؤلاء ما زالوا يحافظون على الرمق الأخير من نمط ثقافي بات يلتقط أنفاسه في عالم جديد يموج بالتحديات.. وما أسعدني وعلى الرغم من غياب الجيل الشبابي وآباء الأطفال وجودي بين هؤلاء الآباء الذي كابدوا الحياة وخدموا الوطن وعاشوا يستنشقون نسيمه العليل حباً ووفاء لهذه الأرض التي ترعرعوا عليها.. هم من ربونا وعلمونا ودرسونا، وكانت ومضاتهم المؤثرة في الفرجان المؤشر الجميل في ترابط أجيال مضت.. وبعد أن انتهيت من هذه المحاضرة تساءلت: يا ترى هل باستطاعتنا أن نحول مجالس الكبار إلى مدارس اجتماعية وثقافية للشباب نجعلها محط أنظارهم ومقصد تجاربهم باستثمار وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة؟- مثالية: قد لا تطلب المثالية والكمال في شؤون وشجون حياتك لأنك من المستحيل أن تحققها وتصل إلى مرادك من خلالها.. ولكنك في الوقت ذاته عندما تتحدث عنها فإنك تسعى إلى تحقق المثل والقيم والأنماط التي تسعد أن تتحقق في نفسك أولاً ثم الآخرين، وتؤمن بها وتحملها على عاتقك في كل معاملاتك الحياتية، وفي ميدان عملك الذي يتطلب منك أن تسعى جاهداً إلى غرسها من أجل تغيير أنماط النفوس ونقلها إلى معاني «الإيجابية».. لذا فإنك لا تجد أن الجميع يفهم مقاصد نفسك ويترجم أحاسيسك وتعاملك إلى منظومة تغيير نفسية وسلوكية.. لأن هناك من يعتد بنفسه كثيراً ويعتقد أنه قد وصل إلى مدارج الكمال فتراه يقسو عليك ويقف أمامك كالطوفان الجارف الذي يعرقل خطواتك نحو التغيير.. وعلى النقيض تسعد بتلك النفسية المطمئنة الساكنة التي تحتضنك وتبتسم معك على الطريق وتأخذ بيدك إلى تحقيق الغايات المنشودة.. فتتقبل وبسعة صدر حقنة الاحترام والتغيير والتوجيه، وتؤمن بأن الحياة إنما هي تبادل أفكار واحترام وعطاء.. فكل طرف يتعلم من الآخر، والأهم أن الطرف الآخر يؤمن بجودة خبرتك التي استطعت أن تصل بها إلى ميدان الاستشارات الحياتية.. بلا مجاملة.. يبقى الفهم هو العنصر المهم في نجاح العلاقات حتى نستطيع جميعاً أن نفهم المقصود من «المثالية» ونترجمها إلى واقع حياتي متمكن في تحقيق معانيه في النفوس.- تخريب: ليس من عادتي أن أتحدث عن معاني السلبية والتشاؤم.. ولكن في الوقت ذاته يقشعر بدني وتساورني الحيرة ويلفني الألم عندما أعايش في كل لحظة تلك النفوس المريضة التي ظلت تبادلك الابتسامات وتدعي محبتك وتجتمع مع المحبين من حولك.. ثم تكتشف أنها تبث السموم وتصطاد في الماء العكر، وتعكر صفو علاقاتك مع الآخرين.. الغريب في الأمر أنها شخصيات تمتلك من الخبرة الحياتية ما يكفيها لكي تقدم قصص نجاحها.. ولكنها مع الأسف الشديد «خواء فكري ونفسي» ومرض عضال وفتاك يقصم ظهور كل من يتعامل معه!! وتبادر إلى ذهني هذا التساؤل: يا ترى هل المقصد قطع الإمدادات المعنوية عن الناجحين وخطف الأنظار؟ أو هو تحطيم غير مباشر لنفسيات الأقدام المجدة في سيرها نحو الحياة الناجحة؟ وفي النهاية.. نحتاج إلى أسلوب فاعل يقضي على كل ملامح الحيرة.. باختصار تعامل بصرامة وخذ القرار الناجع معهم حتى تحافظ على ديمومة نجاحك.- لوم: تلوم نفسك عندما تراجع أهدافك وطموحاتك وآمالك العريضة في ميادين الحياة، وتراجع تلك السطور الإيجابية التي كتبتها في فصول حياتك.. تلوم نفسك لأنك قد تأخرت كثيراً في تشييد تلك المنارات المضيئة التي قررت يوماً ما أن تكون ربانها لتنشر من خلالها القيم وتبني النفوس الأصيلة وتصنع الحياة الجميلة.. يحق لك أن تلوم نفسك.. لأن سرعة الحياة وتقدم الأعمار وتصرمها لا يمهلك الكثير.. فبمجرد أن تغمض عينيك تصحو في اليوم التالي على إشراقة يوم جديد تلهث من خلاله لتقدم الجديد.. ولكن هل قدمت بالفعل ما يشفع لك في تخليد ذكراك وصناعة الأثر الذي تطمح إليه؟ يحق لك أن تلوم نفسك لأن الفطن هو من حاسب نفسه وعاتبها وشجعها لكي تعوض التقصير وتتجنب الأخطاء الفادحة في مسير الحياة.. والتي أخرت تحويل الأحلام إلى مشروعات حياتية منتجة.. واصل المسير فباستطاعتك أن تحقق المرجو ما دمت تتنفس في الدنيا، وتكتب على جبين كل من تقابله.. أنت خليفة الله في الأرض تنشر الخير وتصنع الأثر.- ديسمبر: شهر ديسمبر القادم يحمل بين جنباته أجمل فرحة للوطن.. شهر سيجمع قادة الخليج على أرض البحرين الحبيبة، وسنحتفل فيه بتجديد حبنا لهذه الأرض الطيبة، وسيكون موعدنا مع احتفال سنوي ليوم المرأة البحرينية.. دعونا نفرح من أجل هذا الوطن الذي يستحق الكثير وسنقدم لها ما حيينا عطاء تكتبه الأجيال بماء من ذهب.* ومضة أمل:أتمنى أن يتحقق حلمي بوحدة خليجية تحفظ كياننا ومستقبل أبنائنا.
Opinion
مواقــف حياتيـــة
25 نوفمبر 2016