ما سيحدث في الأسبوعين المقبلين هو أن ذلك البعض الذي اعتمد النهج الخاطئ واستمر فيه سيحاول استغلال مناسبتي انعقاد القمة الخليجية في البحرين والعيد الوطني المجيد للإساءة إلى الحكومة عبر القيام ببعض الممارسات السالبة، وهو لن يترك وسيلة يمكن أن تعينه على تحقيق هذا الأمر إلا سيوظفها بالطريقة التي يعتقد أنها يمكن أن تشفي غليله، بل أن بعض تلك الممارسات بدأت قبل أيام، ما يعني أن قراراً بذلك قد اتخذ، حيث شهدت بعض القرى نهاية الأسبوع الماضي محاولات لشحن العامة وحدثت في بعضها مواجهات مع المعنيين بحفظ الأمن والنظام، وهذا يعني أيضاً أن حملة مضادة للحملة الإعلامية التي أعلن وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي عن إطلاقها تحت شعار «قل خيراً» لتعزيز الهوية الوطنية وإعلاء روح الوحدة والتسامح والتعايش السلمي ستشن من قبل تلك القلة التي لا تستطيع أن تتنفس في مثل هذه الأجواء. الحال التي صار يعاني منها ذلك البعض تجعله يعتقد أن كل دعوة للخير تطلقها الحكومة لا تهدف إلا إلى الإساءة إليه والحد من نشاطه، لهذا فإن الأكيد هو أنه لن يستجيب لدعوة الإعلام التي ترمي إلى «نبذ السلوكيات الدخيلة والدعوات المثيرة للفرقة والكراهية والتعصب وتأكيد وحدة الصف في مواجهة الفتن والشائعات والأفكار المتطرفة»، بل أنه بدأ في انتقادها ومهاجمتها حتى قبل أن تطلق رسمياً، وهذا يؤكد أنه يعتقد أن حملة «قل خيراً» تم توقيتها كي لا يتمكن من الاستفادة من تلكما المناسبتين اللتين كان ينتظرهما على أحر من الجمر فتمران من دون أن يستغلهما في الإساءة إلى الحكومة. المثير هو أن ذلك البعض يعلم جيداً أنه لا طائل من وراء كل ما قد يقوم به في المناسبتين، وأنه لن يتمكن من تعكير الصفو وأن صوته سيضيع في الهواء، ومع هذا سيبذل جهده كي يخرب، ويكفيه مما سيقوم به قيام الفضائيات «السوسة» التي تشد من أزره وتحرضه ببث خبر عنه يظهره وكأنه قام بعمل جبار وأنه تمكن من تحقيق ما كان يرمي إليه. كل المحاولات التي قام بها ذلك البعض في السنوات السابقة بغية التنغيص على المواطنين وتخريب فرحة البحرين بالعيد الوطني المجيد فشلت، والأكيد أنها ستفشل هذه المرة أيضاً، وسيفشل ذلك البعض كذلك في محاولاته لفت الأنظار إليه فترة انعقاد القمة الخليجية حتى مع زيادة مساحة «اللعلعة» التي ستوفرها له تلك الفضائيات وتلك المواقع الإلكترونية الداعمة لها. للأسف لن يقول ذلك البعض خيراً لأنه يعتقد أنه لو قال سيتضرر، ذلك أن مفهوم الخير عنده مختلف، وهذا الذي تريد وزارة شؤون الإعلام تأسيسه سيحرمه على الأقل من توجيه الشتائم والسباب إلى كل من يختلف معه ولن يجد ثم وسيلة يعبر بها عن ضعفه، وقد يحرمه من الاستفادة من المناسبتين اللتين من الواضح أنه ومن يقف من ورائه قد بذلوا جهوداً في التخطيط لاستغلالهما أحسن استغلال. ذلك البعض لن يسمع حتى من الجمعيات السياسية التي ربما وجدت في حملة «قل خيرا» فرصة لتصحيح بعض الأخطاء ووضع حد للتجاوزات اللفظية على الأقل، فهذه الجمعيات في نظر ذلك البعض لها أهداف مختلفة ولا يتردد في نعتها بأبشع النعوت وتوجيه العديد من الاتهامات لها. حملة «قل خيراً» من شأنها أن تفضح ذلك البعض وتؤكد عدم التزامه بالمسؤولية الأخلاقية وعدم اهتمامه بوحدة الشعب وبأنه لا يستطيع العيش خارج إطار إثارة الفرقة والطائفية، ويضع مصلحته ومصلحة من يدعمه فوق مصلحة الوطن.في الأسبوعين المقبلين سيتأكد كل هذا، وسيتبين كيف أن ذلك البعض كان ينتظر ديسمبر بشغف.