دائماً الشهر الأخير في العام له «خصوصية» لنا كبحرينيين. طبعاً البعض سيقول لـ»كثرة الإجازات» فيه، لكن الواقع هنا بأنه الشهر الذي تزيد فيه احتفالاتنا المعنية ببلادنا. هو شهر نحتفل به بذكرى العيد الوطني وذكرى جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد، حفظه الله وسدد خطاه. البحرين في ديسمبر «غير» عن جميع شهور العام، شهر فيه عرسها، وشهر نتذكر فيه بقوة أفضال هذا البلد علينا، أفضال الأم على أبنائها المخلصين لها. كل عيد وطني أتذكر كيف كانت بلادنا ستختطف، كيف كادوا لها، وكيف أنها استهدفت من خونة وعملاء وجهات خارجية، والأهم كيف أن الله حفظها وثبت ملكها وقيادتها ومنح القوة لشعبها المخلص ليتصدوا لأصحاب الإثم بائعي الوطنية. لا يوجد بلد في العالم لا يشوب عمل حكومته نواقص، أو توجد به هموم تشكل هاجساً لأهله، لكن البلدان المحظوظة هي تلك التي حباها الله بنعمة الأمن، وجنبها الصراعات والويلات الداخلية التي أول ما تضرب فإنها تضرب حياة البشر، تقلق معيشتهم وتجعلهم كمن يعيش في غابة. ألتفت حولي، وأرى العراق كيف تشتت وتناثر وتهاوى، أرى هذا الكيان كيف اختطف، وكيف غزته الطائفية، وكيف تطاحن أهله، فأقول الحمد لله بأننا في البحرين. أرى سوريا، وما حل بأهلها بسبب طاغية ورئيس ديكتاتوري تدعمه إيران وتمنحه السلاح والعتاد ليقتل أبناء شعبه، فأقول الحمد لله بأننا في البحرين، وأن لدينا «أباً» حانياً على شعبه مثل الملك حمد. أرى كل بقعة صراع على هذه الخارطة، أرى كيف الشعوب تعاني والمجتمعات تتهاوى، فأقول بأنه رغم الهموم والمؤرقات، فإن نعمة الأمن تبقى أهم مكتسب نملكه نحن كبحرينيين، نملكه رغماً عن أنف الحاقدين والكارهين الساعين لسرقة بلادنا. في عيد «أمنا» البحرين، تذكروا دائماً هذه النعمة، لا تجعلوا أي هم أو مؤرق ينسيكم أنه لولا الأمن في بلادنا لتحولت كل الأمور الأخرى لأشياء لا تهم، لأصبحت «توافه»، لأن ضياع الوطن لا يعوضه أي شيء آخر. رغم حالة التقشف إلا أنه بودنا أن نرى بلادنا تتزين، نريد أن نرى علم البحرين يرفرف على كل سطح، على أسطح البيوت والمنشآت، فأي علم أغلى منه نملك؟! الملك حمد حمل مسؤولية هذا البلد خلفاً لوالدنا الحبيب عيسى بن سلمان طيب الله ثراه، فوضع البحرين «في عينه» ووضع الشعب «في قلبه» ووضع حماية البحرين وصونها هدفاً رئيساً له، فهو أكثر من يعرف كيف هي الاستهدافات الحقيقية لبلادنا، نحن نعرف الظاهر وما يصدر من الخونة والمتربصين، وهو يعلم الظاهر وما لا يعلن، ورغم ذلك هو «حافظ» لهذا البلد بمشيئة الله وتوفيقه. ديسمبر بالنسبة لي هو «شهر البحرين»، هي الأيام المقبلة التي فيها يزدان كل شيء يتعلق ببلادي، كل إنجاز تحقق يمثل لنا فخراً وعزة، كل تقدم في مشروع الملك الإصلاحي يمثل خطوات إلى الأمام، كل ولاء يزداد في قلوب المخلصين هو «كنز» للبحرين، هو «نبت طيب» و»غراس ذهبي» نتائجه تظهر في الأزمات، ففي الأزمات تعرف «معادن الرجال» و»تبرز وطنية المخلصين». حفظ الله البحرين من كل شر، وسدد خطى ملكها الشهم، وزاد البحرينيين المخلصين تمسكاً وحباً وولاء لتراب أرضهم، هذا الوطن الذي لن نملك أغلى منه، ولن نقبل له بالضياع. * اتجاه معاكس: أختي الكبيرة وزميلتي العزيزة الأستاذة سوسن الشاعر أضافت إنجازاً جميلاً لمسيرة النهضة التي تعيشها المرأة البحرينية في ظل جلالة الملك، وذلك بفوزها بلقب المرأة العربية لعام 2016. هذا الإنجاز الذي نفخر به، اسم البحرين علا وازدان بموجبه، حاله حال الإنجازات التي يحققها أبناء البحرين والتي يفخرون بها لأن اسم «البحرين» يطرزها. أم بسام أخت الرجال وسيدة المواقف الوطنية، نفخر بصداقتها وزمالتها وقربها منا، وأنها واحدة منا، ككاتبة وإعلامية ذات خبرة وظفتها لخدمة الوطن. ألف مبروك يا بنت البحرين، يا بنت بلادي.