قد تكون نقطة الارتكاز الرئيسة التي تنتظرها الشعوب الخليجية من القمة الخليجية هي إعلان الاتحاد الخليجي، والذي سيكون ذلك بمثابة الضربة الموجعة بحق الدول التي أرادت أن تدخل دول الخليج العربي منظومة التوتر وزعزعة الاستقرار بالمنطقة.لا أخفي عليكم أن الشعوب الخليجية متفائلة جداً بقمة الصخير، ليس لأنها تجمع قادة دول الخليج، بل لأن المصالح بدت مشتركة وسط محاولات وتخطيطات القوى العالمية لطمس الهوية العربية والخليجية بالذات، وبالتالي فإن العمل الدؤوب لإعلان الاتحاد ليس بالأمر اليسير ولكن هو أيضاً ليس بالمستحيل.الشعوب الخليجية تنظر إلى قمة الصخير على أنها قمة قارب النجاة نظراً لكل ما يحاط بدول الخليج، فمملكة البحرين كجزء في هذه المنظومة قد أحاطت بها قوى عالمية حتى تكون الكعكة الجاهزة بيد إيران، ولتكون مفتاح دخولها في الخليج، لكن متانة العلاقات الخليجية والممتدة لعقود، آتت ثمارها في عام 2011 لتكون البحرين رأس الحربة ضد جميع النوايا الغربية بحق الكيان الخليجي.أجندة قمة الصخير ستختلف نهائياً عن القمم التي نوقشت فيها قرارات سابقاً، فسيناقش خلالها الملف الأمني كونه هو الهاجس الأول الذي يدور في أروقة كل دولة، ولاسيما أن توحيد الصف الخليجي الأمني سيلعب دوراً رئيساً في تحقيق التوازن العالمي وسط معارك تدار بالشمال والجنوب.كما أن الأجندة لن تنتهي في حدود الملف الأمني، فهناك الملف المهم أيضاً وهو ملف توحيد السياسة الخارجية التي دار جدل بشأنها، نظراً لتضارب مجموعة من التصريحات الإعلامية كونها الرسالة الواجب على دول مجلس التعاون أن يتم توحيدها على نطاق السياسة الخارجية وتتحد فيها الاستراتيجيات، ومنها الاتصال على مستوى الدبلوماسيين وممثلي دول الخليج في المنظمات الدولية، ليكون هناك الثقل من أجل صد القرارات الدولية والأممية التي تستهدف أي دولة خليجية.وما يميز قمة الصخير أنها لن تكون كما يتصورها الأعداء، فهناك تحركات دبلوماسية يقودها القادة حتى تكون هذه القمة هي القمة التي يصنع بها الحصن المنيع ضد من يريد لبلاد الخليج وشعبها سوءاً، فالخليج العربي جاء باتفاق القادة ولن يختلفوا في إعلان الاتحاد لأن الساحة العالمية اتفقت على دولنا وعلى عقيدتنا، ولا أستبعد أن تكون القمة سهماً قاسياً بوجه طهران وواشنطن وموسكو، ولذلك فإن مجلس التعاون يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى للإعلان عن الاتحاد الخليجي كون أن المصالح الأمنية والاقتصادية بحاجة إلى دعم ومتانة أكبر بحيث لا تكون مهددة.خلاصة القول، إن قمة الصخير هي قمة الشعب الواحد، تجمع شعوب الخليج على روح المحبة والاتفاق على أن وحدة الخليج من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب، وهي تطالب بإعلان الاتحاد ليس لأنه ضرورة فقط، بل لأنه سيغلق ملف التهديدات ويكون طعنة في قلوب الأعداء ليعيدوا التفكير مجدداً بالعلاقات مع الخليج.* زاوية محلية:حديث الساحة اليوم هو إقرار الموازنة العامة للدولة في أروقة المجلس التشريعي، فهل ستحافظ الموازنة على المكتسبات الوطنية التي تحققت، أم أن النواب سيتنازلون عن ذلك الحق في الحفاظ على تلك المكتسبات؟ المشهد القادم من فصول المسرح النيابي ينتظره الكثير، ونأمل ألا يخيب ممثلو الشعب المواطنين.* رؤية:الزحام اليومي الذي يعيشه الفرد قد يكون يوماً من الأيام نعمة يتمناها الكثيرون القاعدون في دائرة الفراغ حاملين عنوان «الضياع».