طال الزمن أو قصر، تعددت المرافعات، تكاثرت الجلسات، وزادت الاستئنافات، في النهاية الحق أحق أن يتبع، والحق يظهره الله ليزهق به الباطل.البحرين دولة القانون والمؤسسات الدستورية، هذا هو الإطار الذي حرص المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد حفظه الله أن يحدد المنظومة القانونية والعدلية فيه، القانون والشرع والدستور.بالتالي ما ارتكب بحق رجال أمننا البواسل من أبناء البحرين، وبحق أشقائنا وإخواننا من دول الخليج في إطار قوات «درع الجزيرة»، كلها جرائم ارتكبها انقلابيون وخونة مشاركون في مخطط انقلابي استهدف سرقة البحرين وقلب نظام الحكم.نعم، هناك من الانقلابيين المحسوبين على جمعيات الدوار، وممن مازالوا يدسون السم في إعلامهم الأصفر، سيقولون وسيلمزون بشأن توصيفاتنا لهؤلاء المجرمين بصفات العمالة والخيانة والانقلاب، بأن هناك من مازال يريد تأزيم الساحة، وهناك من مازال يريد أن يعيدنا للوراء لخمسة أعوام ماضية، ويقصدون الإعلام الوطني المخلص الذي وقف أفراده ليردوا عليهم في حربهم الإعلامية وأكاذيبهم وفبركاتهم بشأن البحرين.بالتالي عفواً، هذا الكلام «بلوه واشربوا ماءه»، فمن مازال يتعامل مع غيره بشعارات «الثأر» على امتداد قرون، ووفق حوادث تاريخية، أجيال اليوم لا علاقة لها بالخلافات ولا الأشخاص المعنيين بها آنذاك، قبل أن نولد ويولد أجداد أجداد أجداد أجدادنا وأجدادكم، لا يتجرأ ويطلب من المخلصين للبحرين وقيادتها، أن ينسوا جرائم مضى عليها خمس سنوات وأقل، لأنها أمور لا تسقط بالتقادم الزمني، ولأن القضايا منظورة، والمجرمين أمام القضاء، ولأن البحرين تراعي أعلى درجات العدالة والنزاهة، فبالتالي تمنح المتهم حقه في الدفاع عن نفسه، حتى وإن كانت جريمته واضحة وضوح الشمس، بالتالي تطول المدد، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.من استهدف رجال الأمن بهجمات إرهابية، هدفه القتل الصريح ولا شيء آخر، وعقوبات الشروع في القتل والقيام بالفعل -أي القتل- كلها واضحة ومحددة في القوانين، فالعقوبة المغلظة في الشرع والقانون هي الإعدام، وهو القصاص الذي أنزل به الله سبحانه. بالتالي البكائيات على أشخاص أباحوا لأنفسهم قتل الأبرياء ورجال الواجب الذين يحمون البلد وأهله، أمر غير مقبول، ولا يمكن الاعتداد به، ولا يمكن التعامل معه بأسلوب «ذهبت السكرة وجاءت الفكرة»، فالأولى كان بالأخذ على يد أبنائكم وأقربائكم ممن دأبوا على القيام بهذه الأفعال، إذ حينما تتم، ليس عذراً بأن القاتل لديه أبناء وزوجة وعائلة، إذ هو الذي «باعهم» ولم يفكر فيهم، بالتالي لا يطالب بالإنسانية والرحمة من بفعله نبذ الإنسانية والرحمة، ولا تفيد حينها حركات الإعلام الأصفر باستدرار العواطف، هذا الإعلام الذي لم يستنكر عمليات استهداف رجال الأمن، بل «أثقلت» عليه كلمة «شهداء الواجب»، لكن حينما تم إخلاء دوار الانقلاب كتب بخطه العريض عنواناً وكأنه يصف فيه قوات الأمن البحرينية وكأنها «قوات احتلال إسرائيلية».حكم محكمة الاستئناف العليا أمس الأول في قضية مقتل شهداء الواجب الضابط الإماراتي البطل طارق الشحي، والبطلين البحرينيين محمد أرسلان وعمار عبدو في تفجير الديه، يأتي إحقاقاً للحق، وتأييداً لحكم الإعدام بحق من قتل رجال الواجب، وهم من قاموا بالتخطيط لعملية التفجير بالمتفجرات التي صنعوها خصيصاً لرجال الشرطة بهدف قتلهم.أهلنا في الإمارات دماء بطلكم الباسل الشهيد الشحي الذي شيعناه قبل عام ونصف، دماؤه لن تذهب هدراً، قالها حكام الإمارات، وأكد عليها القضاء البحريني العادل والنزيه، ومعه دماء أبطال البحرين البواسل الذي حكم بحق قاتليهم اليوم، وبإذن الله تحكم بحق كل مجرم أزهق روح بطل بحريني مهمته كانت الدفاع عن بلاده وأهلها.أما الغريب، فهم كتيبة الانقلابيين وإعلامهم، هل بالفعل تريدون للقانون أن يفلت من قبضته قاتلاً أزهق الأرواح مع سبق الإصرار والترصد؟! فقط لأنهم منكم، ويخدمون أهدافكم ومخططاتكم؟!عموماً، دم شهداء الواجب لا يضيع بإذن الله في البحرين الخليجية العربية.