تأخذ اليوم العلاقات البحرينية ـ السعودية منعطفاً جديداً، وزخماً آخر يعكس عمقها بانعقاد القمة المشتركة بين العاهلين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله ورعاه. قمة لا بد أن تكون استثنائية لمن يعرف متانة العلاقات بين الرياض والمنامة ودلالاتها، وهي علاقات لا تختزل بحروف أو كلمات لأنها أعمق وأكبر من ذلك بكثير. تاريخ القرب المشترك يكشف لنا مسافات الإنجاز الثنائي التي قام بها حكام آل خليفة الكرام مع إخوانهم آل سعود دام عزهم منذ مئات السنين، فبعضها كان حلماً وبات واقعاً اليوم كما نراه في جسر الملك فهد الذي نحتفل بمرور 30 عاماً على تأسيسه هذه الأيام، وسنراه واقعاً كما في مشروع جسر الملك حمد الذي يتطلع إليه البلدان. كلما عُقدت قمة بحرينية ـ سعودية جاء معها الخير للبلدين والشعبين الشقيقين، فالرياض كانت ومازالت مع شقيقتها البحرين في مختلف المحطات والظروف في الرخاء والشدة، وهو ما جعلها الشقيقة الكبرى بحق، فاكتسبت محبة البحرينيين وتملكت قلوبهم لتفيض مكانتها لديهم. القيادة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأعزه كانت دائماً سبّاقة وحريصة على تطوير المنظومة الخليجية، فطرحت رؤية الملك سلمان للعمل الخليجي المشترك، وحرصت الرياض على تطوير علاقاتها المشتركة مع كل دولة خليجية، فصار فخراً لكل بحريني وخليجي المكتسبات والإنجازات الجماعية. والقيادة البحرينية لم تتخل يوماً عن واجباتها تجاه شقيقتها الكبرى، فما يصيبها يصيبنا، فكانت من أوائل من لبوا نداء المشاركة في التحالف العربي من أجل إعادة الشرعية في اليمن، والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب. هذه هي الجيرة والأخوّة، وهذه هي السعودية درع الخليج العربي الحصين، ورائدة العالمين العربي والإسلامي التي تولت بجدارة واقتدار مسؤولية حماية الحرمين الشريفين، والدفاع عن قضايا الأمة في أرجاء المعمورة. تتشرف البحرين بزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى أراضيها، فحللتم أهلاً ونزلتم سهلاً.