في مطلع 1805، استولى القواسم على السفينة «Trimmer» التابعة لشركة الهند الشرقية البريطانية، فحاصر الأسطول البريطاني بندر عباس التابع للقواسم بقيادة الطراد «Mornington»، وانتهى الأمر بإبرام هدنة، لكن الأمور تدهورت فكانت المواجهات في عام 1809 ثم في عام 1816، ثم في عام 1819، التي انتهت بتدمير رأس الخيمة. كان ذلك في الماضي البعيد، وفي الماضي القريب، وبعد تغير موازين القوى العالمية أعلنت لندن في عام 1968 «نيتها» الانسحاب من الخليج ونفذته في عام 1971. لقد كنا في عزلة أمنية مريحة طوال فترة الحماية البريطانية، ثم «ارتاحت» بريطانيا من همنا لــ 45 عاماً، وها هو أسطول شركة الهند الشرقية البريطانية يعود بقيادة تيريزا ماي، التي أعلنت عن «نيتها» في المنامة التعاون، وليتواصل «عكس الأمور»، بقيادة سفينة عسكرية بهذه الجولة من التاريخ، بعكس سفن الشركة التجارية التي وصلت في القرن الـ17. وقد وجدنا أن العودة البريطانية كدائرة من دوائر امن الخليج فيها من فرص التعاون، فإعلان تيريزا ماي أن أمن الخليج من أمن بريطانيا 2016، هو بحجم مبدأ كارتر 1980، الذي ربط أمن الخليج بأمن أمريكا، حيث انخرطت بعدها واشنطن في أكبر عملية تسليح للخليج. ومؤشر عن وعي بريطانيا بحجم الخطر الإيراني واستعدادها للتعاون لمواجهته في سوريا واليمن والخليج. كما إن لندن مستعدة لإنفاق المليارات لتعزيز الأمن بالمنطقة، مبررة ذلك بدور دول الخليج في دعم استقرار المنطقة. أما التحديات التي تواجه عودة سفن شركة الهند الشرقية بقيادة تيريزا ماي فمنها:- اعتادت لندن الخروج من اتفاقياتها دون تردد، ليس كما خرجت من الخليج عام 1970 فحسب، بل كما خرجت في 2016 من الاتحاد الأوروبي.- ستزيد خطوة التعاون البريطاني من التوحش الإيراني، فقد عاجل ناطق الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي تيريزا بالقول إن «بريطانيا تهاجمنا لاسترضاء دول الخليج». - هل القوة البريطانية بقدر المهمة التي ستتحملها، وكيف نتوقع أن تحل وهي السادسة في ميزان القوة globalfirepower.com محل الدولة الأولى. - التعاون مع بريطانيا كما قال الزياني «إحدى ثمار الحوار الاستراتيجي المشترك»، وعليه يتضح أن الخليجيين من سعى للأمر تلافياً للفراغ الاستراتيجي.* بالعجمي الفصيح:في «مانفيست» سفن شركة الهند الشرقية لتيريزا ماي وعد أن الإنفاق العسكري البريطاني هنا سيكون أكثر من إنفاقها بأي منطقة أخرى، لكن بريطانيا سابقاً كانت السابقة تأخذ ولا تعطي، وفي وجه الأحفاد شبه لا تخطئه العين مع الأجداد، فجعل لندن عاصمة للاستثمار الإسلامي وليس أحد دول الخليج تقريب للشبه. فهل سنحسن إرساء سفن القادمين الجدد؟* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج