ونحن نرى ما يجري في حلب وفي الموصل وفي المدن التي تباد عن بكرة أبيها، أصبح الصمود في وجه العواصف التي تلم بالعالم العربي إنجازاً، أصبح البقاء كدولة في ظل هذه الهجمة الشرسة على أمن المنطقة إعجازاً، فما بالك حين تتخطى دولة صغيرة الحجم كالبحرين هذا الإنجاز وهذا الإعجاز فلا تصمد وتبقى ثابتة واقفة فحسب وتحافظ على أمن واستقرار شعبها فحسب، بل تزيد على ذلك أن تستقطب على أرضها قادة دول العالم وبعض منهم تآمر عليها ليجتمعوا جميعاً مع قيادتها يهنئونهم ويباركون لهم صمودهم!! لله درك يا وطن، قدمت أرواحاً ودماءً سالت على أرضك من أجل الصمود، قدمت شهداء لن ننساهم أبداً وسيبقون في الذاكرة الوطنية أحياءً كما هم أحياء عند ربهم يرزقون.لله درك يا وطن قدمت درساً وعبرةً لمن تسول له نفسه من جديد بخيانة هذه الأرض أن لها شعباً لن تمر خيانة وغدر على أرضه إلا على جثته. لله درك يا وطن أعطيت للشعوب قاطبة درساً في التماسك والتعاضد والوحدة الوطنية التي تخطت حواجز التقسيم ومؤامرات التفتيت المذهبية، والطائفية و»المعسكرية» فهزمت الأحزاب ورفعت الرأس عالياً. يحق للبحرين أن تحتفل احتفالاً مضاعفاً هذا العيد الوطني فنجاحاتها على الصعيد تعزيز ثقة المجتمع الدولي بدول مجلس التعاون أولاً وبها كدولة مستقرة تحققت بشكل ملفت للأنظار من خلال استضافتها للقمة البريطانية الخليجية واستضافتها لقمة «حوار المنامة» فكان للبحرين دور هام في الاستقطاب الدولي لتفهم المجتمع الدولي بأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار بهذه المنطقة وإبعادها عن بؤرة الصراعات وأهمية الحفاظ على أمن البحرين بشكل خاص لما لها من موقع استراتيجي حساس، خاصة والمصالح الدولية الحيوية تتشكل هنا كمسألة مصير بالنسبة للعالم بأجمعه عند هذا الممر الحيوي الذي تتوسطه البحرين.يحق للبحرين إذاً أن تفتخر بنجاحها في جمع الأضداد واستقطاب الاهتمامات المتضادة لتقف جميعها على أرض البحرين متفقة على ضرورة الحفاظ على الأمن في منطقة الخليج العربي، ولقدرة البحرين على استضافتها وإدارتها للحوار فيما بينها دور كبير يعزز هذه القناعة ويحفظ مكانة القيادة البحرينية والثقة بقدراتها، فبريطانيا اختارت البحرين ومن استجاب لحوار المنامة من دول أوروبية وأمريكا ودول آسيوية هامة حضروا هنا واختاروا البحرين والتقوا بقياداتها. هذه هي البحرين التي سنتذكر كل عام ونستذكر ونعيد ولن نسى أنها البحرين التي شوهوا صورتها ومزقوها وحاولوا أن يسقطوها من الخارطة الدولية واجتمعت عليها قوى عظمى واستخدمت ورقة ضغط من مجموعة من الخونة لإسقاطها، تقف اليوم ثابتة صامدة في مواجهة تلك التآمرات وليس هذا فحسب بل اجتمعت على أرضها قيادات العالم كله يخطبون ودها، واتفقوا على أنها دولة استراتيجية هامة كقاعدة لتعزيز الأمن الدولي، لله درك يا بحرين. هزمت بفضل من الله أولاً وبفضل شهدائك وبفضل قيادة قادة السفينة بحكمة وروية وبفضل هذا الشعب الذي فطن ووعى للمؤامرة وتماسك بوحدته في وجه تلك الأعاصير، هزمنا جميعاً قوى أسقطت دولاً أكبر وهزمت أمام صمود البحرين.نعم يحق لنا أن نحتفل بالبحرين.