تعيش مملكة البحرين هذه الأيام أفراحها بمناسبة أعيادها الوطنية في يومي 16 و17 ديسمبر، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح، دولة عربية مسلمة عام 1783، وبالذكرى الـ45 لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ17 لتسلم حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم.هذه المناسبات الوطنية العزيزة فرصة لكافة المواطنين لتجديد الولاء والبيعة للوطن وقيادتهم الحكيمة، في أجواء الديمقراطية والشفافية التي أرساها المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى.ومع هذه المناسبات الوطنية شهدت البحرين خلال الربع الأخير من هذا العام حراكاً سياسياً وأمنياً بدءاً من احتضان أول تمرين أمني مشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، «أمن الخليج العربي 1»، والذي جاء تعزيزاً للتعاون والتكامل بين دول المجلس، وليكون رسالة لأعداء الوطن وعلى رأسهم «الدولة الصفوية»، ومن اتبعها من داخل وخارج البحرين، الذين يسعون على الدوام لزعزعة الأمن والأمان في دول المجلس، ولقد حقق هذا التمرين نجاحاً منقطع النظير بقيادة معالي وزير الداخلية. ثم تبع ذلك زيارة الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا وقرينته تعزيزاً للعلاقات التي تربط بين البلدين الصديقين، والتي امتدت عبر 200 سنة، ثم تبع ذلك احتضان البحرين لقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي قاد جلساتها جلالة الملك المفدى بكل حكمة واقتدار من أجل تحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات لأبناء دول المجلس.وجاءت زيارة ملك الحزم والعزم، خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لتكون تعزيزاً لما يربط البلدين الشقيقين من علاقات راسخة وروابط تاريخية، فهذه الزيارة الميمونة أدخلت الفرح والسرور للبحرين قيادة وشعباً.وشكل «حوار المنامة» حراكاً سياسياً جعل البحرين محط أنظار العالم من خلال حضور عدد كبير من وزراء الخارجية والدفاع والأمن في دول كبرى حول العالم، ما يؤكد أهمية هذا الحوار المهم الذي يعقد سنوياً، وقد أجمعت الكلمات والآراء في «حوار المنامة» على التأكيد بأن إيران هي المصدر الأول للإرهاب بحسها الطائفي البغيض وتدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية من خلال أحزابها الإرهابية التابعة لها. ومع المناسبات الوطنية، فإن يوم الشهيد الذي يصادف 17 ديسمبر، فرصة للجميع لاستذكار ما قدمه الشهداء الأبرار من تضحيات في سبيل الله للدفاع عن وطنهم العزيز وأمتهم العربية، حيث قدموا أرواحهم الطاهرة فداء للوطن والأمة، وندعو الله العلي القدير لهم بالمغفرة والرحمة وأن يسكنهم فسيح الجنان، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يحفظ رجال أمننا البواسل من كل مكروه. وكل عام ووطني البحرين بألف خير.