مع احتفالات هذا العام بالعيد الوطني المجيد والتي تستمر حتى نهاية ديسمبر وتظل الفرحة بها عالقة في قلوب المواطنين على مدار العام، بدأت البحرين في نفض ما علق بها من آلام جراء قيام ذلك البعض بذلك الفعل الذي لم يحسب عواقبه فتسبب في أذى الوطن وخسر الكثير، معلنة بذلك بدء مرحلة جديدة تسابق فيها الزمن لتعوض ما فات وتؤكد لمن تسول له نفسه الإساءة إلى الوطن بأن مملكة البحرين مستمرة في عطائها وإسهامها الحضاري وأن الهزيمة مصير كل من يحاول بيعها. نحن إذن بصدد الدخول في مرحلة بناء تتطلب مشاركة وإسهام الجميع، كل في مجاله وكل حسب قدراته ومؤهلاته، ومن دون أن نغفل عما يخطط لوطننا في الخفاء، فمن حاول مرة وفشل لا يعني أنه سيتوقف عن المحاولة، فالفشل يكون في بعض الأحيان حافزاً لتكرار المحاولة، وهذا هو المتوقع من ذلك البعض وممن يقف وراءه ويسانده ويحرضه خاصة وأن الخسارة بالنسبة له كبيرة وقاسية. اعتباراً من يوم أمس، ومن اليوم، ومن يوم غد، بدأت وتبدأ وستبدأ البحرين مرحلة البناء ومرحلة استئناف الارتقاء بالوطن وبالمواطن، لكنها في هذه المرحلة ستعمل بكل ما تستطيع كي لا تلدغ من الجحر ذاته مرة أخرى، وهذا يعني أنها ستعتمد كثيراً على المواطن الذي عليه أن يحمي وطنه بكل ما أوتي من قوة، وستعمل جهدها كي تكتشف كل محاولة سوء مبكراً فتقضي عليها في مهدها. لكن هذا لا يعني أبداً أنها ستتخلى عن التزاماتها وما وقعت عليه من معاهدات واتفاقيات دولية تحفظ للإنسان حقوقه وتتعزز بها الديمقراطية، فالبحرين لا تقبل بتعطيل حقوق الإنسان والديمقراطية لأنها تسعى إلى التميز بهما، فهذان الملفان على وجه الخصوص ليسا مطلباً شعبياً فقط ولكنهما مطلب القيادة أيضاً، والسبب هو أنه لا يمكن لقيادة البحرين أن تقبل بالعودة إلى الوراء، فحقوق الإنسان والديمقراطية أمور ناضل الجميع من أجلهما، والجميع هنا يشمل السلطة أيضاً، فلولا سعي السلطة في البحرين إلى الديمقراطية وحرصها على ما تحقق وما تم كسبه في هذا المجال، ولولا حرصها على حقوق الإنسان لتمكنت من وضع حد لذلك الذي حدث في ساعته وحينه. اليوم تتفرغ البحرين للبناء الذي هو في كل الأحوال لم يتوقف بالمعنى الذي قد يتصوره البعض، فالبحرين ورغم كل آلامها وجراحها وحزنها على ما نالها من بعض «أبنائها» في السنوات الخمس الماضيات لم تتوقف عن البناء والعمل على الارتقاء بالوطن وبالمواطن، دون أن يعني هذا أنها لم تتأثر بما حدث أو أن البناء استمر بالوتيرة نفسها التي كان عليها، فما حدث كان صعباً ومؤذياً بكل ما في هاتين الكلمتين من معنى. ما سيميز هذه المرحلة هو الإسراع في البناء وبذل المزيد من الجهود لتعويض ما فات ولسد الطريق على كل من يعتقد في لحظة أنه قادر على الإساءة لهذا الوطن ولهذا الشعب. اعتباراً من يوم أمس، ومن اليوم، ومن يوم غد، دخلت البحرين وتدخل وستدخل مرحلة جديدة يتأكد فيها المواطن من حرص القيادة على حمايته وتوفير الأمن والأمان له وحرصها على الارتقاء بحياته وضمان مستقبله ومستقبل عياله، وكذلك حرصها على التأكيد على أن البحرين ستظل كما هي دائماً قوية ومؤثرة.بناء على ما جرى ويجري يمكن التأكيد على أن البحرين لن تتأخر عن الإعلان عن إكمالها مرحلة البناء والعودة إلى ممارسة دورها الطبيعي، بل يمكن التأكيد على أن هذا سيكون مع احتفالات الوطن بالعيد الوطني التالي، فالبحرين لا تحتاج إلا إلى عام واحد فقط لتنجز ذلك.
Opinion
بحريننا الجديدة
17 ديسمبر 2016