في عيد أمنا «البحرين» والله إن بدأنا بالكتابة لا نعرف متى سنتوقف، ماذا سنكتب وماذا سنترك، ففي كل تفصيل صغير من تفاصيل هذه البلاد العزيزة يمكن لك أن تبحر في محيطات، وأن تكتب كلمات لا تنتهي.. فمن لدينا أغلى من البحرين؟!في يومنا الوطني، فرحتنا تترجمها تهانينا التي ترفع أولاً لمقام «والدنا» الرجل العظيم جلالة الملك حمد حفظه الله، في ذكرى جلوسه السابعة عشرة، وما حققه لبلادنا ولنا كمواطنين من إنجازات ومكتسبات في ظل مشروع جلالته الإصلاحي. حبيب الشعب بوسلمان، نتمنى أن يديم الله عليك الصحة، ويمدك دوماً بالقوة والعزيمة لتمضي بالبحرين قدماً، وأن يزين الله حكمك بالنجاحات والإنجازات، وأن يمد فيه لعقود طويلة، نعاهدك فيها على الولاء وعلى مد الأيادي لنعاضدك ونساندك، كوننا أبناءك وجنودك والدرع القوي لهذا الوطن. كلمة جلالة الملك حمد بالأمس في الاحتفال الذي شهده قصر الصخير العامر، كلمة رجل يدعو أبناء شعبه ليتذكروا دائماً «حبيبتهم» البحرين، البلاد التي لا نقبل أن تمس ذرة من ترابها، البلاد التي من أجلها نضحي بالغالي والنفيس. حمد بن عيسى قال إن عيدنا اليوم نجدد فيه الولاء للبحرين، ونجدد فيه العزم على العمل لأجل صالح هذا الشعب الطيب، كلمة قائد عظيم يذكرنا دوماً بطيبة والده «أمير القلوب» صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، رجل هو امتداد لنسل عائلة آل خليفة الكرام، والد البحرينيين و«عراب» نهضتهم ومسيرتهم الديمقراطية. يحسب لجلالة الملك تتويجه لهذه الأيام الوطنية الجميلة بإنجازات خالدة في أذهاننا، نشكره على أن حول تاريخ 17 ديسمبر إلى «يوم شهداء الواجب» الرجال الذين ضحوا بأنفسهم لأجل تراب البحرين ولحمايتها وصونها والحفاظ على حقوق الناس، لفتة ملكية من رجل يعرف ما تعنيه مبادئ الشهامة والنخوة تجاه أبنائه الأبطال الخالدين بتضحياتهم، فلجلالته الشكر. فرحة البحرين ليست مقتصرة على أبنائها، فها هو الخليج العربي بأبنائه من أشقائنا الكرام يشاركوننا «دانة الخليج» فرحتها، انظر لما يفعله إخواننا الإماراتيون على سبيل المثال في بلادهم، في مطاراتهم ومجمعاتهم وغيرها، لأقول بأنك لو كنت اليوم في الإمارات ستظن أنك في البحرين لما تتضمنه من مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني البحريني، فلله دركم يا أهل الإمارات، من هم هناك في إمارات الحب، وممن جاؤونا لمشاركتنا فرحتنا بأعيادنا. هذه الأيام شهدت أموراً عديدة تستوجب التوقف عندها والإسهاب فيها، وهي مسألة سنقوم بتناولها في مقالات الأيام القادمة، فيوم الشهيد لا بد له من وقفة، يسبقه يوم الشرطة البحرينية، اليوم الذي يعبر عن الوفاء والتقدير لأبطال البحرين البواسل الذين هم على ثغرة دائمة من ثغرات هذا الوطن، عيونهم ساهرة لا تنام لأجل أمنك وأمانك يا مواطن. ومن أبرز المحطات البحرينية الجميلة التي شهدتها أيامنا الوطنية، المقابلة التي أجرتها قناة «العربية» مع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، لقاء «حيوي» مثلما هي شخصية الأمير سلمان، تضمن محاور هامة على صعيد العلاقات الخليجية وتفاصيل الرؤية الاقتصادية التي تمضي فيها البحرين، هذا اللقاء يحتاج لوقفة تحليلية شاملة لما يقدم من تفاصيل للشخصية الفريدة التي يتمتع بها سمو ولي العهد، وتفكيره وما يؤمن به من مبادئ في إطار العمل الحكومي والنهوض به وتمكين الشباب. البحرين تمضي في حراك متصاعد، فيه من الآمال الشيء الكثير، وفيه من الجدية ما يتضح لمن يتمعن بعين فاحصة، نعم، نمر بظروف صعبة وتحديات عديدة، لكنْ هناك عزم بإذن الله على أن تمضي البحرين بثبات نحو تجاوز الصعوبات، وأن تسير بشكل صحيح في اتجاه التطوير والبناء. لن ندخل في إسهابات هنا، الأيام التي نعيشها شعارها الفرح والاحتفاء ببلادنا الغالية، فاخرجوا وافرحوا واستمتعوا بالبحرين الآمنة، هذا الأمن الذي يغيب عن أشقاء لنا في بقاع عديدة من الأرض، وبسببه يعانون الألم، هي نعمة حبانا بها الله في البحرين بفضله وبنعمته على قيادته وهذا الشعب الطيب، نعمة ندعو أن تدوم إلى الأبد. في يوم عرسك يا بلادي، والله لا أعرف كيف أتوقف، لكن لا أملك إلا القول: «عيدي يا بلادي وافرحي».