الرأي

سطور تحكي واقعنا

رسائل حب




- فرحة وطن: هي فرحة مزدوجة تأتي في ظل ظروف عالمية مؤلمة.. فرحة تأتي في ظل تطاول سموم الأفاعي الصفوية لتنال من أرضنا وتعكر صفو فرحتنا وتفرق شملنا وتمزق وحدتنا.. يحق لنا أن نفرح بحبنا لهذا الوطن الغالي كما أحب النبي صلى الله عليه وسلم وطنه ودمعت عيناه على فراق مكة.. يقول صلى الله عليه وسلم: «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك». لنعلم فلذات أكبادنا كيف يحبون وطنهم، ولتكن هذه المناسبة فرصة جميلة لرسم الفرحة على الوجوه، وتعزيز معاني الحب والولاء لهذه الأرض الطيبة.. نحتاج أن نتعلم كيف نفرح ونتغلب على آلام الحياة التي لا تنتهي، حتى نعيش بسعادة نفسية جميلة نستكمل بها أيام عمرنا في هذه الدنيا الفانية.. فبدون الفرحة والسعادة لا يمكن أن نعمر الأرض بالإنتاجية والتعمير.. ستكون بالتأكيد فرحة مزدوجة نتعلم فيها معاني الفرح ونجددها في أنفسنا، ونجدد معاني الحب لبحرين الخير.. يا رب احفظ لنا البحرين.
- حلب: يقول الشاعر محمود غنيم:
لي فيك يا ليل آهات أرددها
أواه لو أجدت المحزون أواه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد
تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
الألم الذي نحمله في حقائب أيامنا، ولم نجد له الدواء الناجع حتى هذه اللحظة.. هو ألم محن المسلمين الكثيرة التي أضجت مضاجعنا وأرهقت نفوسنا وبتنا نتهرب من أن نرى أو نسمع قصص تلك الآلام.. ففلسطين مازالت ترزح تحت قبضة الصهيونية الغاشمة.. واليمن تصارع من أجل البقاء والحفاظ على هويتها أمام المد الحوثي والصفوي القاتل.. والعراق تقطع أوصاله وتشتت شعبه وآخر ذلك الموصل الجريحة التي شرد منها الآلاف!! أما سوريا الصابرة.. فهي سطور الألم اليومية التي لم تنتهِ بعد.. فقد تسابقت عليها أفاعي الشر لتحقق مآربها الدنيئة وتحصل على نصيبها من الكعكة التي لم تجهز بعد.. لتكون حلب المحاصرة هي السطور القادمة لتقطيع أجزاء متفرقة من جسد أمتنا الإسلامية.. حلب ليست نهاية القصة.. إنها سطور متتالية من الألم نعيشه في كل يوم.. هذه السطور التي يجب ألا تفارق أنظارنا وأسماعنا.. حتى نبصر -بعون الرحمن- ذلك اليوم الذي ينتصر فيه الإسلام في كل مكان، ويعود الحق إلى نصابه، وتندحر قوى الشر والتأزيم.. حري بنا أن ننشر التفاؤل والبشرى ولنترك روح الانهزامية فهي التي أردت الأمة إلى مهاوي التأخر.. ولنرفع رؤوسنا ولنواصل العطاء.. فهي البشرى الربانية والنبوية التي تجعل مسيرنا إلى الله في هذه الحياة بلا سلبية مميتة.. يصحبها الإخلاص في الأعمال والأقوال، والدعاء واليقين باستجابة الرحمن.. فهذا سيدنا يونس عليه السلام لم ييأس من بقائه في بطن الحوت، فنادى في الظلمات: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين». فكانت الاستجابة الربانية لسيدنا يونس عليه السلام: «فاستجبنا له ونجيناه من الغم». يقول المولى الكريم: «فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا». وفي حديث رواه الإمام أحمد يقول صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر». وقال عليه الصلاة والسلام: «بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة، والنصر والتمكين في الأرض». رواه أحمد.
- قصتك: هل تستطيع أن تروي سطور قصتك لأجيال ستأتي فيما بعد.. وهل تقوى أن تكتبها في كل حين.. وتستعرض تجاربك ومواقفك لكل من يحبك ويعشق العيش معك.. إنها قصة حياة جميلة ممتعة.. وفي نفس الوقت قصة غريبة الأطوار تجعلك تراجع حساباتك الحياتية في كل حين.. بحثاً عن سبل الأمان والطمأنينة والسعادة.. هل جربت أن تستذكر أيام حياتك منذ لحظة خروجك من بطن أمك، وحتى هذا العمر الذي أنت تعيشه اليوم.. عندما تقرأ هذا السطور.. أتمنى أن تتمعن وتكتب معي وتتأمل كيف تتشابك هذه السطور وتتفاعل مع سطور الطفولة والشباب وسن النضج ومن ثم الكهولة.. اكتب عمرك في هذه اللحظة.. وقارن حياتك قبل سنوات.. وحاول أن تتذكر ماذا قدمت وفعلت.. شاهد صورتك في المرآة.. وضع صورتك التي التقطت لك منذ تلك السنوات.. يا ترى هل مازلت أنت الذي تأمل أن تكون في سطور الحياة؟ فقط تذكر دراستك الثانوية ثم الجامعية ثم التحاقك بالعمل، ودخولك عش الزوجية وإنجاب الأبناء وبناء بيت الزوجية.. ثم مفارقة الأبناء بهدوء إلى عشهم الهانئ ليستقلوا بأنفسهم.. ويذهب عنك الجميع وتبقى رفيقة دربك في بيت أرهقك وفكرت فيه كثيراً من أجل أن تبني كل أركانه ليعيش الجميع معك بحب وعطف وحنان.. ثم تأتي اللحظات الحاسمات.. لتغادر دنيا البشر.. فتكون في تلك الحفرة الضيقة بعيداً عن أنظار الجميع.. وتقابل ربك بعملك الصالح الذي بحثت عنه في كل أوقات حياتك.. ليقرروا بعدها بهدم ذلك الصرح الذي أقمته لهم وكلفك الجهد والعناء.. وليقرروا هدم ذكريات صنعتها معهم.. فيا ترى ماذا سيبقى من تلك السطور.. تذكر جيداً سيبقى الأثر الخالد الذي صنعته في القلوب.. فقد كنت سبباً في إصلاح فلذات كبدك.. وكنت وسيلة في هداية مجموعات من الشباب.. وكنت بذرة خير في تعليم الأجيال كيف يطرقون ميادين الخير.. وشيدت منارات للعطاء والتعمير ستتذكرك بها الأجيال جيلاً بعد جيل.. تأمل سطور حياتك جيداً.. فأنت الأمل الذي تعيشه لنفسك حتى تلقى الله بعمل صالح يشفع لك عند الديان.
* ومضة أمل:
تحب أن تفرح من حولك.. وتحب أن يعيش كل من حولك بسعادة وطمأنينة.. وتحب أن يمسك بأناملك كل محب عشق دربك في الحياة.. فلا تحزن بعدها في لحظة ما.. لأن المحب المخلص هو من سيظل ماسكاً بيدك حتى الرمق الأخير من حياتك.