فجر جديد للوطن يطل علينا تحت قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله، عندما أعطى توجيهاته بالاحتفال بـ«يوم الشهيد»، وكم كنا بحاجة إلى مثل هذا الاحتفال بمناسبة كهذه المناسبة، التي تبني في شبابنا روح التضحية والفداء، وترسخ قيم عليا في نفوس أبنائنا، ومفاهيم صحيحة للشهادة في عصر انقلبت فيه المفاهيم والموازين، فالشهيد الحق هو ذلك الذي ضحى بأغلى ما يملكه، حين قدم روحه في سبيل الله عز وجل حماية لوطنه، فلا يبالي في خسران حياته مقابل ذلك، فهؤلاء هم الشهداء الحقيقيون الذين يقدمون على المعارك بكل قوة وصلابة ولا يفكرون بالهروب، فهؤلاء الشهداء الذين قدموا أرواحهم لتظل راية مملكة البحرين خفاقة شامخة بين الأمم، وسطروا تاريخاً من المجد، هم الشهداء حقاً سواء أولئك الذين استشهدوا في الداخل في مواجهة المؤامرة التي قام بها الانقلابيون في الداخل بتاريخ 14 - 2 - 2011، أو شهداؤنا في اليمن الذين قاتلوا مع إخوانهم العرب من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ولتحرير اليمن من الحوثيين، ولبوا نداء الواجب لدينهم وأمتهم العربية، وحري بنا أن أن نفتخر بمن قاد هؤلاء الرجال، وهما الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، الذي صان أمن الوطن في الداخل، والمشير الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، هذا القائد القدوة الذي نفتخر به، والذي كان له دور كبير في بناء شخصية هؤلاء الأبطال من قوة الدفاع، ولايزال فارساً يصول ويجول في سبيل حماية الوطن. خسئ أولئك الذين نسبوا مفهوم الشهادة بهتاناً وزوراً للمتآمرين على الوطن، والذين عاثوا فساداً في الوطن، وقاموا بأعمال التخريب وترويع الأطفال في مدارسهم والطلاب في جامعاتهم والآمنين في بيوتهم أو أولئك التكفيريين الذين انخرطوا في منظمات إرهابية سواء في الداخل أو الخارج مع القاعدة أو «داعش» أو «حزب الله»، فتباً أن يقال لمن قاتل في أعمال الإرهاب التي قامت بها هذه المنظمات الإرهابية إنهم شهداء! عظيم أن هؤلاء الشهداء أصبحوا موضع افتخار وزهو ونخوة بيننا وبين شبابنا خاصة، ومثالاً يحتذى به، لقد سطروا في «عاصفة الحزم» أروع الأمثلة، تلك العاصفة التي أذهلت القريب قبل البعيد، والصديق قبل العدو، وجعلت هاماتنا مرفوعة، وذكرتنا بأمجاد القادسية، وكشفت عن ضعف أذناب العدو الإيراني، وبالنار يختبر الذهب. قول وفعل يا جنودنا البواسل فلقد أوصلتم الرسالة للوطن التي عجز عن إيصالها أولئك الذين يعتلون المنابر ويأججون العواطف ويقولون ما لا يفعلون! نشيد بمن كان وراء كل هذه الملحمة وهو جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى حفظه الله، الذي جعل للشهيد يوماً نحتفل به، لكي يكون هؤلاء الشهداء حاضرين معنا، في كل عام، وكما قال جلالته في الكلمة السامية بهذه المناسبة: «إن يوم السابع عشر من ديسمبر من كل عام سيظل مناسبة مشرقة في مسيرتنا الوطنية ملؤها الاعتزاز والفخر بأبناء البحرين الذين استشهدوا داخل الوطن وخارجه نصرة للحق وإرساء قيم السلام والعدل». وبهذه المناسبة نناشد جلالة الملك إصدار توجيهاته بما يفيد أن يجعل لأسر هؤلاء الشهداء ما يوفر لهم الحياة الكريمة لمعيشتهم خاصة وأن منهم من لهم أبناء وتركوا أرامل وراءهم، وما ذلك بجديد على ملك القلوب، الذي عهدنا منه كل خير وعطاء لا محدود لشعبه.ندعو الله عز وجل لشهدائنا الأبرار بالرحمة وبالمغفرة، ولن يكون هذا اليوم في حياتنا يوم حزن وكما قال الله تبارك وتعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءً عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون»، حفظ الله مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً، من كل مكروه.
Opinion
هؤلاء هم الشهداء حقاً
20 ديسمبر 2016