يصادف السادس عشر من ديسمبر، ذكرى اليوم الوطني لمملكة البحرين، تلك الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعاً، لأنها تذكرنا جميعاً بقيمة وأهمية وطننا، ونحن نراه يسمو بين الدول، ويسطر الإنجازات العظمية بالمحافل الإقليمية والدولية. كما إن هذه المناسبة العظيمة تكرس توافقنا على المصلحة الوطنية وتوافقنا على الانتماء لهذه الأرض العزيزة التي نعمل جميعاً من أجل رفعتها وحمايتها والمضي بها نحو المستقبل. تلا اليوم الوطني يوم الشهيد الذي ننظر له بعين الفخر والاعتزاز وللشهداء البواسل من قوة دفاع البحرين، والأمن، الذين سطروا دروساً في التفاني والتلاحم، وبذلوا أرواحهم من أجل إعلاء كلمة الحق، بالتعاضد مع أشقائهم بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى، للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن، ومواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه دول الخليج العربي جراء التدخلات الإيرانية الساعية للإخلال بالأمن والسلام في المنطقة. وكذلك شهداء رجال الأمن البواسل الذين ضحوا بدمائهم الزكية الطاهرة، في سبيل الأمن والاستقرار ومواجهة الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البحرين، لكل هؤلاء تحية إجلال وإكبار وتقدير وفخر واعتزاز. الأمن والاستقرار إن تضحيات شهدائنا من رجالات قوة دفاع البحرين والأمن عززت الاستقرار للمواطن والمقيم في البحرين ومنطقة الخليج العربي، فلا يمكن أن يكون هناك استقرار دون إرساء الأمن، الذي ينعكس على الفرد والمجتمعات، الذي يؤدي بدوره إلى الحفاظ على الأمن وحماية المكتسبات الحضارية، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية. لم يعد الأمن مقتصراً اليوم على مكافحة الجريمة والإرهاب بالداخل، ولكن أضحى ضرورة مواجهته بقوة القانون والحزم اللازم، خاصة في ظل ما تواجهه البحرين ودول الخليج العربي من تحديات وتهديدات تم الكشف عنها في كل من البحرين والسعودية والكويت والإمارات بالسنوات الأخيرة، على إثرها استشهد عدد من رجال أمن ومواطنين أبرياء. وقد قامت بها خلايا إرهابية واستخباراتية باعت أوطانها بثمن بخس بولائها لجمهورية الشر إيران التي تعجز عن توفير أبسط مقومات الحياة لشعبها في حين تنفق ثرواتها لدعم الميليشيات الإرهابية. لكل ذلك لا يمكن الالتفات عما يقوم به النظام الإيراني المنحرف فكرياً من جرائم، والضرر الذي لحق بالبحرين ودول الخليج العربي جراء دعم النظام الإيراني للأعمال الإجرامية وتأسيس وتدريب وتمويل خلايا إجرامية في دول الخليج. كما إن هذا النظام المنحرف لم يراع مبادئ دول الخليج العربي القائمة على الأمن والسلام والتسامح الديني واحترام المواثيق الدولية وحسن الجوار.فليدفع النظام الإيراني الثمن لقد حان الوقت لمحاسبة النظام الإيراني على الأضرار التي لحقت بالوطن من خسائر بالأرواح استشهدت على إثر أعمال إرهابية لقيت الدعم المادي واللوجستي والسياسي من قبل النظام الإيراني الفاسد. وعليه نطالب كمواطنين نيابة عن أسر شهدائنا بالعمل على ملاحقة إيران قانونياً ودولياً لمعاقبتها على جميع جرائمها في حق البحرين والخليج العربي، جراء دعمها للإرهاب والإجرام وزعزعة الأمن والاستقرار وتأسيسها للحروب الطائفية وبالوكالة، وذلك استناداً لقانون مصادرة عائدات الجريمة الدولي «بقانون مكافحة الإرهاب» و«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية»، والشواهد على إجرام النظام الإيراني كثيرة ومتعددة أبرزها اعترافات مدانين بقضايا إرهاب وتجسس في البحرين والسعودية والكويت وعدة دول عربية.ختاماً، نرفع أكف الضراعة إلى المولى العلي القدير بالدعاء لشهدائنا الأبرار في مملكتنا الغالية البحرين، وفي دول مجلس التعاون الخليجي، وفي التحالف العربي، داعين الله تعالى للجميع بالرحمة والمغفرة، ودخول الجنان.