قبل حلب، سألوا بشار الأسد: ماذا تفعل في الشعب السوري!فقال: سيشير لي التاريخ بالرجل الذي أعاد توحيد سوريا.وبعد حلب تحدث بشار من عالم آخر كمتعاطي مواد هلوسة يمر في رحلة سيئة «Bad Trip»، لقناة «آر تي» الروسية قائلاً: «جميعنا يعرف ويعلم أن الزمن والتاريخ مرتبطان ببعضهما البعض، ولكن الناس لا يذكرون الزمن، يذكرون التاريخ، نقول قبل ميلاد السيد المسيح وبعد ميلاد السيد المسيح، نقول قبل نزول الوحي على سيدنا رسول الله، وبعد نزول الوحي، نتحدث عن الوضع السياسي قبل سقوط الاتحاد السوفيتي أو بعده، قبل الحربين العالميتين أو بعدهما، أعتقد أننا، بعد تحرير حلب، سنتحدث عن الوضع، وليس فقط السوري والإقليمي بل أيضا الدولي، قبل تحرير حلب وبعد تحرير حلب، هنا تحول «الزمن» إلى «تاريخ»».فالطاغية بشار رجل مسكون بالتاريخ ككل الطغاة، وأسير للنزعة التاريخية التي جعلته يمارس استدعاء تاريخ ديكتاتور آخر وتنفيذه، فالقتل والدمار عند بشار هو «المشروع»، وهو سر النجاة الوحيد لسوريا. وكأنه يقول «انظروا لقد فعلها القائد حافظ الأسد في حماة في فبراير 1982، فعلها الأسد الأب سرية وأفعلها علانية، ومشروعي هو «سوريا المفيدة « المحاطة بسوريا الجثث». ومثل ستالين وصدام وهتلر وموسوليني أثقلت صدر بشار الأسد أوسمة لا جذور لها من كلية عسكرية، لتزيح الشك في أنه كبقية الطغاة مدني مفتون بالقادة العسكريين، فأوغل كما فعلوا بعسكرة تعاملهم مع مجتمعاتهم، وتبنوا الحل الأمني كما فعل بوريس يلتسين بشعبه في الشيشان، وبوتين في القرم. ويراهن الأسد على اللحظة التاريخية بناء على أن الديكتاتور يفرض نفسه في لحظة تاريخية تتحرر فيها أفكار الناس من الواقع، فتطغى صورة القائد كأنه صورة إيجابية كحامي للشعب والدولة، وتلك اللحظة التاريخية قد تكون مجرد وهم رغم تأثيرها على مجرى الأحداث.* بالعجمي الفصيح:الحتمية التاريخية كنظرية تضع التاريخ ككل شيء في الطبيعة، له قوانين تحدد حركته وتسهل فهمه مما يخولنا لتوقع المستقبل والتحكم به، بل وتعجيل حركة التاريخ الحتمية. وهذا ما يحاول الطاغية بشار فعله، فكافة الطغاة في حالة إنكار للواقع، يتشبثون بالتاريخ، ويحتفون بدراسة التاريخ وحفظه، فالشعوب تتشبث بهم، كرموز وتضخمهم وترقى بهم للمستوى الأسطورة.* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج