من «غباء» الإدارة الإيرانية وأذرعها أنه مهما حاول عملاؤها وعناصر طوابيرها الخامسة «إخفاء» و«نفي» ارتباطهم بها، فإنها تفضحهم بكل «حماقة»، بل تمضي وتؤكد للعالم بأن هؤلاء «مرتزقتها» وأنهم «موالوها» و«أدواتها» التي تنفذ أجندتها الآثمة في المنطقة وفي بلادنا. في عملية الانقلاب التي استهدفت بلادنا في 2011، حاول الانقلابيون وباستماتة بالغة أن ينفوا ارتباطهم بإيران، وأن يبينوا للعالم أن ما يحصل حراك داخلي هدفه مكاسب ديمقراطية، هي أصلاً متحققة على أرض الواقع، لكن يصدق المثل دائماً «الحماقة أعيت من يداويها». في دوار الانقلاب عرضوا خطباً لعميل إيران «المدرسي»، والذي حاول الانقلاب على النظام الشرعي في البحرين في مطلع الثمانينات وبدعم صريح من إيران. الحماقة هنا، أنك حينما تريد أن تبين للعالم أنك تتحرك ذاتياً دون محركات خارجية، وأن لديك أجندة داخلية «وطنية» وليست خارجية، ليس من الذكاء أن تعرض خطباً لشخص إيراني حتى النخاع في ولائه، وقاد محاولة انقلابية صريحة على إثرها تم نفيه وتسفيره. حينما يكون أعداؤك من الحمقى، فعليك أن تشكر المولى عز وجل، لأن الأحمق دائماً ما يكشف نفسه، حتى لو حاول التلون، حتى لو «عوج» لسانه وغير بيانه، حتى لو قال في يوم «يسقط النظام» واليوم يقول «قلت إصلاح النظام»، حماقته هي التي تبرز «على رأسه» مثلما وضع رموز الانقلاب على رأسه. عموماً، الإيرانيون وأدواتهم الإعلامية ومسؤولوهم الرسميون «فضحوا» عملاءهم بشكل واضح، رغم محاولة هؤلاء ممارسة «التقية السياسية»، فكان الاهتمام بالانقلاب في البحرين واضحاً، بل فردت له مساحات، وتحدثت به شخصيات عديدة ابتداء من خامنئي نفسه إلى أصغر «هلفوت» في الحرس الثوري، كلها أكدت أن لإيران يداً فيما يحصل، وأن لها ضلعاً بل أضلاعاً تحرك الأمور بهدف إقلاق الأمن الداخلي، واستعداء النظام، سعياً لابتلاع البحرين. آخر الحماقات التي تثبت التهمة على الانقلابيين وتكشفهم وتؤكد ارتباطهم الصريح بإيران وأجندتها في المنطقة، هي «تخرصات» حسن نصر الشيطان، حينما تحدث عن عميل خامنئي في البحرين ورأس التحريض عيسى قاسم.يبرز علينا هذا الشخص الذي «انسلخ» من عروبته، واتخذ من دون الله رباً هو خامنئي، يبرز علينا ليصف إجراءات الحكومة البحرينية في تطبيقها لقوانينها وأنظمتها، ليصفها بـ «الحماقة»، فقط لأن بيت عميلهم تم تفتيشه بحثاً عن مطلوبين أمنياً، باعتبار أن بيته صار ملاذاً للإرهابيين ووكراً للانقلابيين. والله الحماقة كلها هي تلك اللغة التي يتكلم بها «قاتل الأطفال» في سوريا، الشخص الذي يحارب إسرائيل بلسانه «المعوج»، بينما في الواقع هو يحارب العرب وأهل السنة، ويكن الكره والبغض لدول الخليج العربي. حسن نصر الشيطان أكد عمالة عيسى قاسم، وهدد البحرين كدولة، وفي خطابه «الأحمق» الأخير، وكأنه يقول للعالم اشهدوا أن قاسم منا وفينا، ما يعني أنه يتحدث عن عميل إيراني وكلت له مهمة تمثيل خامنئي وحشد الناس بالتحريض وتمويلهم وحمايتهم. والله يا نصر الشيطان من لا يعمل بعقله هو أنتم الذين بعتم القضية العربية، وأصبحتم أتباعاً وعبيداً لخامنئي، وقمة المهزلة حينما يتحدث العبيد عن الحرية، بل ويقولون للآخرين وللأنظمة التي رسخت الممارسات الديمقراطية في حياتها اليومية، بأنهم من «سيحررونهم»!الحماقة كلها تبرز هنا، حينما يقول لكم شخص «سنحرركم» من أنظمتكم ومن دولكم، وبعدها نحولكم لـ«عبيد» لخامنئي. في إيران نفسها لا يمكن لأي رئيس - يفترض - أنه منتخب أن يتخذ قراراً دون مراجعة سيده ومولاه الأبدي الجالس على كرسيه وفي موقعه حتى تزهق روحه، بالتالي عن أي «تخرصات» يتحدثون؟!بدل أن يهاجم نصر الشيطان البحرين فيما يتعلق بعميلهم، عليه أن يوجه الشكر للبحرين لأن حكومتها لا تشبه أبداً نظام خامنئي الدموي، ولو كانت البحرين كما يدعي، لما كان عيسى قاسم في بيته حتى الآن. والله لو كانت نفس الصورة في إيران، بانقلاب الأدوار، لرأينا كيف يتم التعامل «الفوري» هناك مع أشباه عيسى قاسم. خذ «صوواويخك» ووجهها لإسرائيل كما تهدد بكلام «فاضي» لا يمكنك تنفيذه، بدل توجيهها لصدور أطفال سوريا الأبرياء.