يعتقد بعض المسؤولين أن رؤية البحرين الاقتصادية والملتقى الحكومي الأول والخطط الوطنية المعنية بالمرأة والطفل، والملتقيات للحكومة الإلكترونية هي جزء من تحسين الأداء المؤسسي فقط! لو تمعن هؤلاء المسؤولين في تلك الخطط واللقاءات لوجدوها، تنطلق من أهداف التنمية المستدامة التي تطمح البحرين الوصول إليها بأعلى المعدلات، وهذا ما تحقق في جزء منها. ولو تمعن بعض المسؤولين للمرتكزات الأساسية التي صاحبت تلك الفعاليات، لأيقنوا أنها خارطة طريق تساعدها على القضاء على الفقر وحماية البيئة وضمان الكرامة للجميع، وأنها لا تقتصر على تحسين الأداء الحكومي فقط. أهداف التنمية المستدامةقد يعتقد البعض أن التنمية المستدامة هي تحسين دخل الفرد والنمو الاقتصادي فقط، لذلك ترى بياناتهم الصحافية تنطلق من هذه العناوين العريضة، علماً بأن التنمية التي تسعى لها مملكة البحرين تنطلق من مؤشرات تتماشى والنظرة الشاملة التي صاحبت المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، ورؤية البحرين الاقتصادية وغيرها من خطط وبرامج وطنية تسعى للقضاء على الفقر والجوع وتحسين مستوى الصحة والتعليم، والمساواة بين الجنسين والمياه النظيفة والنظافة الصحية والطاقة النظيفة والعمل اللائق ونمو الاقتصاد والصناعة والابتكار والحد من أوجه عدم المساواة، ومجتمعات محلية مستدامة والاستهلاك والإنتاج المسؤولان والعمل المناخي والثروة السمكية والحياة البرية والسلام والعدل والمؤسسات القوية وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف. الأهداف الإنمائية على المسؤول أن يقوم بالواجبات المطلوب تنفيذها من منطلق قراءة عميقة للأهداف الإنمائية، من أجل صالح الناس والبيئة وذلك عبر رحابة الأفق التي تسهم في تحقيق تلك الأهداف، بأبعادها الثلاثة، وهي النمو الاقتصادي، والإدماج الاجتماعي، والحماية البيئية، وأن يدرك أن الأهداف الإنمائية التي تسعى لها البحرين هي رؤية مشتركة للإنسانية، وهي عقد اجتماعي يعمل لصالحه الجميع، كما إنها أداة لتحفيز القطاع العام والخاص والمجتمع المدني وأصحاب المصلحة الآخرين على العمل من أجل وضع نهاية للعوز وإقامة مجتمع أكثر استدامة لصالح كل الناس وتوفير حياة موفورة الكرامة للجميع وتوسيع قاعدة التمتع بالرخاء. خلاصة القول«عندما أقوم ببناء فريق أبحث دائماً عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم فإني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة»، «روس بروت». * السادة المسؤولون: لقد جاءت رؤية البحرين الاقتصادية 2030، التي دشنها جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، لتحقق تطلعات المواطن البحريني وتؤسس لمستقبل البحرين القائم على المشاركة في البناء بين القطاع العام والخاص، عنوانها الاستدامة والتنافسية والعدالة، تلك العناوين التي تؤسس وتؤكد على تسريع سير العمل والقضاء على البيروقراطية. وجاء الملتقى الحكومي الأول ليؤكد على التنمية المستدامة ذات الرؤية الإنسانية المشتركة بأبعادها الثلاثة. * السادة النواب: ليس لدي علم كم منكم اطلع على تقرير التنافسية العالمية 2015، أو التقارير الإنمائية ولكن هذه التقارير تساعد لقياس أداء برامج عمل الحكومة ورؤيتها المستقبلية ومدى قدرة المسؤولين القائمين عليها على ترجمة الخطط المعنية بالتنمية المستدامة، كما إنها تساعدكم مثل ما تساعد المسؤولين على قراءة المبادرات التي تقوم بها الدولة من أجل التنمية الإنمائية. تمت كتابة هذا المقال، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني، الذي يصادف الـ 20 من ديسمبر من كل عام، وهو يوم يؤكد على العمل من أجل التنمية الإنمائية، الذي تنطلق أهدافه المدعومة بحقوق الإنسان والشراكة الوطنية العازمة على إخراج الناس من براثن الفقر والجوع والمرض وتحقيق الكرامة الإنسانية وحماية الكوكب.