البحرين لن تسقط فريسة لغوغاء وفوضى مرة ثانية، هذه قناعة ثابتة، والدولة تعهدت لمواطنيها والمقيمين فيها بحمايتهم وإعادة الاستقرار للمجتمع، بالتالي من يريد اليوم الاستمرار في غيه وحرقه لهذا الوطن فهو الخاسر الوحيد في النهاية.الناس ملوا هذا العبث، باتت مطالبات تطبيق القانون والحفاظ على الأمن تعلو في أولويتها على مطالبات مهمة وضرورية كتحسين المعيشة والإسكان وغيرها، فلا قيمة للمطالبات هذه إن لم يتوفر الأمن أولاً، لا قيمة لكل شيء إن تحول الوطن إلى قطعة قماش ممزقة وغارقة أجزاؤها بالدم والألم.ما الفائدة من هذا الإرهاب، وما الفائدة من كل هذا التحريض؟! كل ما يوثق ويعرض كصور وفيديوهات بات يضعف موقف الانقلابيين، بل بات يضيق الخناق عليهم أكثر، والأهم بات يحرج كل من يريد أن يدافع عنهم ويبرر لهم من جهات خارجية أو سفراء في الداخل، إذ ما تشهده البحرين «إرهاب» ولا مسمى آخر له، والمعارضة متهمة بالأدلة المستمدة من تصريحاتها وأفعالها بأنها «تبارك» هذا الإرهاب وتدعو له وتحرض عليه.هل تريد هذه «المعارضة» للبحرين أن تتحول إلى حالة كالعراق حتى تقول إن حراكها الانقلابي آتى أكله؟! هل تريد أن يكون وضع البحرين بنفس أوضاع دول «الخريف العربي» التي مازالت تعيش أوضاعاً غير مستقرة وأهلها بات قوتهم اليومي القلق والتوجس من مستقبل غير واضح المعالم؟! هل يريدون للبحرين أن تعيش حالة اضطراب دائمة؟!المعارضة التي ترى في الإرهاب وسيلة وأداة لمساومة الدولة، هذه المعارضة لا تدين أي حادث إرهابي إلا إن كانت مضطرة بسبب الإدانة الدولية، لا تتكلم بخطاب صريح وواضح بشأن هذه الفوضى، بينما تصرخ «بحس طائفي» واضح حينما يحصل تفجير في لبنان فقط لأنه استهدف «حزب الله» مثلاً. بعدها أيظن أصحاب هذه المواقف أن جميع مكونات المجتمع البحريني سيصدقون أنهم ينبذون الطائفية وأن ما يدعون له فيه خير وصالح البلد؟!الوفاق ومن معها باتوا يحظون بنسبة عالية من الكراهية في نفوس البحرينيين، حتى من ينأى بنفسه عن مساجلات السياسة بات لا يقوى على السكوت، فالإرهاب وصل لعتبات بيته، وإقلاق المجتمع يؤثر عليه، سد الشوارع وحرق الإطارات كلها لا تستهدف الدولة ولن تطيح بالنظام بل كلها أمور تستفز الناس المتضررين منها، كلها أمور ستدفع لزيادة عدد كارهي الوفاق ومن معها إلى إضعاف مضاعفة كل يوم، وهذا بحد ذاته خسارة كبيرة لهم إن أرادوا يوماً مراجعة أنفسهم والعودة للتعاطي مع الدولة، إذ الدولة هي التي ستكون معرضة لضغوط تمارس عليها من الناس الذين يطالبونها بتطبيق القانون وإيقاف المحرضين والمخربين.البحرين تمتلك قوة عسكرية ممثلة بجيش مستعد على الدوام للدفاع عن كيان البلد ودرء أي خطر يهدده، كما تمتلك الدولة قوات أمن تسهر ليل نهار لحماية البلد وأهله، ويضاف إليهم مواطنون مخلصون من سنة وشيعة يرفضون هذه الفوضى التي عكرت صفو حياتهم، ومقيمون باتوا شهود عيان على الإرهاب الحاصل في هذا البلد الذي أحبوه وأقاموا فيه، وعليه من يظن بأن سرقة هذا الوطن وقلب كيانه واللعب في استقراره وأمنه عملية متاحة فهو يخدع نفسه قبل أن يخدع من ينصت له ويصدقه، من يريد الإصلاح الحقيقي لا يمارس العنف، من نيته صادقة بأنه يريد تحقيق مطالبه لا يستعدي الدولة وجميع المخلصين لها عليه، من يريد مصلحة الناس لا يحولهم لوقود محرقة وأكباش فداء لمكاسبه وأهدافه.فقط نقول لمن مازال يحرق في هذا البلد ويحرض على نظامه، احمدوا الله على وجود رجل مثل حمد بن عيسى ملك البلاد بمثل طول باله وسعة صدره، فوالله -وأنتم تعلمون- لو كنتم في دولة أخرى كإيران التي تحاولون تحقيق حلمها القديم بالاستيلاء على البحرين ولو عبر ممثلين يدينيون لها بالولاء، لو كنتم في إيران وفعلتم ما تفعلونه فمصيركم معروف بأوامر خامنئي، الشنق على أعمدة الإنارة والسجن والتنكيل والتعذيب، ولا اعتبار لحقوق إنسان أو مذهب أو أقلية أو دولة مدنية.يكفي هذا العبث بأمن البلد، يكفي هذا الحرق، إذ ألا تدركون أنه كلما باركتم الإرهاب ودعمتموهم، وكلما استعديتم الدولة وتطاولتم عليها، وكلما استهدفتم بقية المكونات في أمنها وحياتها، كلما كان طريق عودتكم -إن أردتم- كما كنتم سابقاً، طريقاً وعراً مليئاً بالمعوقات، إن لم يكن طريقاً مستحيلاً؟!
Opinion
طريق العودة من «الخيانة».. وعر!
27 ديسمبر 2016