عادل الجبير وضع النقاط على الحروف، وزراء الخارجية والإعلام عليهم أن يكملوا السطر.عادل الجبير وزير الخارجية السعودي حين قال إن الحشد الشعبي عبارة عن تنظيمات مسلحة تقودها إيران لم يقل ذلك عبثاً أو هي معلومات استخباراتية يملكها من هو في موقع القرار فقط كوزير الخارجية السعودي. فعقيدة تلك التنظميات وفكرها موثق صوتاً وصورة ومنشور في كل الوسائل الإعلامية سواء على القنوات التلفزيونية الرسمية العراقية بلقاءات مع قيادات تلك التنظيمات أو بأفلام مسجلة مع قيادات تلك التنظيمات صحافية أو على مواقع إلكترونية.والحشد الشعبي لا يحرر المناطق من داعش فقط دون توثيق، إنما هو يقتحم المناطق التي تقطنها غالبية سنية ويصور وينشر، وميليشياته مارست أعمالاً وحشية في حقهم لا تقل همجية عما فعلته داعش، وتلك الممارسات هي الأخرى مصورة صوتاً وصورة، عدا ذلك فتلك الميليشيات تتحرك بنفس طائفي يرتكز على عقائد دينية وموروثات وتعلن عن ذلك النفس أيضاً بالصورة الموثقة والمسجلة.التعاطي إذاً مع تلك الميليشيات بين دول مجلس التعاون يجب أن يكون استراتيجية عربية إعلامية وسياسية قبل أن نضطر أن نتعاطى معها عسكرياً إن تطور أمرها، فلا يجب أن يقف الأمر عند تصريح الجبير فقط، وهذه لا بد أن يحسمها وزراء الخارجية والإعلام لفرض ضغط على العراق وغيرها من الدول الداعمة لتلك التنظميات لوضع حد لنموها ولمنع تمدد أثرها خارج حدودها الحالية، فقد سكتنا عن داعش حتى وصل لعقر دارنا ولا يجب السكوت عن نسخته الشيعية حتى يصل هو الآخر لعقر دارنا.شائعة فكرة أن كل من تصدى لطائفية الحشد هو «داعشي» ما هي سوى أداة ابتزاز، يمارسها كتاب الحشد وداعموه في البحرين وفي جميع دول الخليج، سواء كانوا عرباً أو كانوا غير ذلك من قوى تحمي تلك التنظميات وتدعمها كالأمريكيين على سبيل المثال بحجة أن الحشد هو الوحيد الذي «يحارب» داعش، ولا يجب أن يكون لهذه التهمة وذلك الابتزاز أثر عند صناع القرار السياسي أو الإعلامي، تلك أداة ترهيب نفسي يمارسها داعمو الحشد ومن يقف وراء تمدده، للتصدي لكل من يفكر بالتحذير من خطورته، لذلك يجب أن تتخلص القيادات السياسية والإعلامية من ترددها وتملك جرأة إعلان الموقف منها كما أعلنها الجبير صراحة وليضرب من لم يعجبه هذا الرأي رأسه في الحائط.الحشد تنظيمات إرهابية هي الأخرى، ولا تقل في إرهابها عن داعش، تحرق وتقتل وتعذب، الفرق أن الحشد إرهاب تدعمه دول عربية ودول أجنبية كإيران والولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن داعش تنظيمات إرهابية تحاربها جميع الدول العربية، هذا هو الفرق والذي يستدعي تحركاً دبلوماسياً وإعلامياً يتناسب مع هذا الموقف الذي حدده الجبير.وزراء خارجيتنا لا بد أن يوحدوا الموقف من هذه التنظيمات حتى تعرف العراق حجم مسؤوليتها وتتصرف على إثر ذلك، وإن احتجت الولايات المتحدة الأمريكية أو طالبت بالتخفيف من حدة الموقف فإن ذلك طلب واحتجاج لا يراعي المصلحة في دولنا إنما يراعي مصالحهم الخاصة.سياستنا الإعلامية لا بد أن تكون واضحة في قنواتنا التلفزيونية، حين نتناول أخبار تلك التنظيمات في أخبارنا في أعمالنا الدرامية في عناوين صحفنا، لا يجب أن نقف موقف المتردد والمتفرج حتى نرى خطرهم على أبوابنا ويُختطف أبناؤنا من أحضاننا كما فعلت داعش.نستمر في محاربة داعش ونستمر في التوعية تجاهه ونستمر في موقفنا الرافض تماماً أي صور أو خيط يربطنا بتلك العصابات المرتزقة المنسوبة للإسلام زوراً أو للسنة زوراً لأغراض لم تعد خافية، إنما لا يجب أن يقف ذلك حائلاً أمام التصدي للنسخة الشيعية من الإرهاب الداعشي.